Site icon Daruur درور

قصيدة هَمْسَةٌ مِنْ وَرَاءِ الغَيْبِ

رَكِّبْ بَلَابِلَكَ الصَبِيَّةَ

فَوقَ أجْنِحَةِ الخَيَالِ

وطِرْ عَلى مَتْنِ الرُّؤَى سِحْرًا

تَسَلَّلَ مِنْ شَرَايينِ النَّسِيمِ

وراحَ يَنْسِجُ في تقَاسِيمِ الفضَاءِ

مَلَامِحًا عَذْرَاءَ حَافيةً

تُغَازِلُ مُقْلَةَ المصْباحِ

حينَ يخُطُّأَشْرِعةً علَى سَطْر الغِيَاب

لكي يُرمِّمَلثْغَةً نَبَتَتْ عَلى شَفَةِ الظَّلامِ

فَيَرْتَدِي رُوحًا تُسَافِرُفي غِنَاءِ العِطْرِ خَاوِيةَ المدَى

والأريِحيَّةُ مِلْء خَطْوَتِهَا التي صَلَّتْ وقِبْلَتُها الرِّمَالْ

اسْكُبْ عَلَى نَهَرِ المَسَاء

حِكايةً بَيْضَاءَ تَقْطُرُ من كُؤُوسِ الأَبْجديَّةِ زَمْزَمًا

لِيَبُلَّ صَحْرَاء الحَنَاجِرِ

زَارِعًا في شَهْقَةِ الوَرْد اليَتِيمِ

غَمَامةً تتلُو حَنِينَأكُفِّهَا

كيمَا يُلامِسَ نَسْمَةً في خِدْرِها

ويَذُوقَ رقَّتَها التي بَيْنَ الزُّلَال

قصيدة هَمْسَةٌ مِنْ وَرَاءِ الغَيْبِ
قصيدة هَمْسَةٌ مِنْ وَرَاءِ الغَيْبِ

 

تَمْحُو تجَاعيدًا تَرَامَتْ فَوْقَ أَرْصفَةَ الـمَدَائِنِ

 والدُّجَى انْسَلَّتْ خُطَاهُ الـمُتْعَبَاتُ

 وَسَالَ مِنْ رَحِمِ الفَضَاءِ

لِينْتَضِي قَلَقًا تمدَّدَ في سَرَاديبِ الوُجُودْ

تَمْضِي لَتَنْزَعَ مِنْ شُحُوبِ الكَوْنِ

أسئلةً كَمِ ارْتَبَكَ الــمَجَازُ  بِبَابِهَا

 وتَيَبَّسَ التَّفتيشُ في أَحْداقِهَا

واسْتنزَفَتْ جُرْحَالتَّكهُّنِ حِينَ رَاوَغَهَا

 وَأُغْرِقَ في سَقَائِنِهَا الخَيَالْ

يا أيُّها السَّاري عَلَى جَسَدِ القَصِيدةِ

أَطْفِإِ الوَقْتَ الْـمُشَعْشِعَ في ثِيابِ الأَرضِ

واخْترعِ الحَياةَ مَلِيحَةً

تَمْشِي على الثَّلْجِ الـمُمِدِّأَصَابِعًا

في مُهْجَةِ النَّارِ الفَتِيَّةِ

وَافْتَرِشْ ظلًّا عَلْيهِ بهاءُأنْدَلُسٍ

إذا انْدَاحَتْ علَى هَمْسِ النُّجُومْ

يَا أيُّهَا المخْضَرُّ تَحْتَ الصمت

حِينَ تَجِفُّ سُنْبُلَةٌ عَلَى كَفِّ المطَرْ

والـمُسْتَشِفُّ عَلَى خَرَائِطَ للدُّنَى حُلمًا

  لِيَخْرُجَ من ضُلُوعِ الـمُسْتحِيلْ

ارْسُمْفُؤَادَكَ  لَوْحَةً

تَتَنفَّسُ الألْوانَإن كَشَّفْتَهَا للمَاءِ

عَنْ ساقٍ يَسِيرُ على المدى أَلَقًا

فَيَنْهَمِرُ العِنَاُق علَى قَمِيص أريجِهَا سَحرًا

 وَتَنْتَثِرُ القُبَلْ

اسْرُدْ رُؤَاكَ الوَارِفَاتِ

علَى فَمِ المشْكَاةِ صَافِيةً

لتَمْرحَ فيحَدَائِقِهَا براعِمُ للْجَمَالْ

Exit mobile version