اللغة العربية في غرب إفريقيا الواقع والمأمول

اللغة العربية في غرب إفريقيا الواقع والمأمول

الملخص العربي 

انتشرت اللغة العربية في بقاع الأرض، بوصفها لغة القرآن الكريم، ولغة العلم، والمعرفة، والتجارة. وقد انتشرت هذه اللغة في إفريقيا، التي تأثّرت معظم لغاتها ولهجاتها أيّما تأثّر باللغة العربية والحرف العربي. ولفترة ليست بعيدة كانت اللغة العربية، اللغة الأكثر استخداماً في كثير من الدول الإفريقية، كما أنّ الحرف العربي هو الحرف الذي اعتمدته معظم اللغات أو اللهجات غير المكتوبة.

والواقع أن اللغة العربية شهدت خلال تاريخها فترات من الازدهار والانتشار تخطت فيها حدود مجالها العربي إلى آفاق ومناطق واسعة وذلك في عدد غير قليل من البلدان خارج نطاق العربية وخاصة في بلدان القارة الإفريقية. وقد تمتعت اللغة العربية بوضع ومكانة متميزة على الخارطة اللغوية لإفريقيا ؛ حيث استقرت العربية في غالبية أنحاء إفريقيا منذ وقت طويل يسبق دخول أي لغة من اللغات الأوربية إلى أفريقيا، وتحدث بها عدد كبير من الأفارقة وانتشرت بينهم انتشاراً كبيراً. وقد ترسخت هذه المكانة بشكل خاص في غالبية دول شرق أفريقيا وغربها ، بينما تتراجع هذه المكانة تدريجياً كلما اتجهنا صوب وسط القارة وجنوبها.

لكن مع دخول المستعمر الأوروبي إلى القارة الإفريقية، حصل تراجع في استخدام اللغة العربية، فأول ما قام به هذا المستعمر بعد نهب الثروات، محاربة اللغة العربية، وتشجيع اللهجات المحلية، للقضاء على أيّ أثر ثقافي عربي، ولعزل الشعوب الإفريقية عن محيطها الطبيعي، وللحيلولة دون أيّ تقارب عربي – إفريقي، وإدراكاً منه لأهمية نشر لغته. ولم يؤد خروج المستعمر إلى عودة اللغة العربية، فقد أبقى الاستعمار على لغته وثقافته، وسعى للحفاظ عليها بشتى الوسائل. إلا أننا نشهد منذ فترة، عودة الاهتمام باللغة العربية في عدد من الدول الإفريقية، رغم طغيان اللغة الإنجليزية في عصر العولمة الثقافية.

ومن ثم يهدف هذا البحث إلى محاولة إلقاء الضوء على دخول وانتشار اللغة العربية في غرب إفريقيا، وأثرها على اللغات واللهجات فيها، والتعرف على العلاقة بين اللغة العربية والدين، وكذلك دراسة أعداد وتوزيع الناطقين باللغة العربية في غرب إفريقيا، ثم دراسة واقع اللغة العربية في غرب إفريقيا ومستقبلها، وأخيراً إلقاء الضوء على التحديات التي تواجه اللغة العربية في الغرب الإفريقي في ظل العولمة اللغوية.

ولأجل الوصول إلى هذه الأهداف قُسِمَ البحث إلى ستة محاور هي :-

1- دخول وانتشار اللغة العربية في غرب إفريقيا.

2- أثر اللغة العربية على اللغات واللهجات في غرب إفريقيا.

3- العلاقة بين اللغة العربية والدين في غرب إفريقيا.

4- أعداد وتوزيع الناطقين باللغة العربية في غرب إفريقيا.

5- اللغة العربية في غرب إفريقيا الواقع والمأمول.

6- التحديات التي تواجه اللغة العربية في الغرب الإفريقي في ظل العولمة اللغوية.

الكلمات المفتاحية : اللغة العربية في غرب إفريقيا ، واقع ومأمول اللغة في غرب إفريقيا، واقع اللغة العربية في غرب إفريقيا، تحديات اللغة العربية في غرب إفريقيا .

د . أيمن أحمد شلضم[1]           أ . باتعة محمد إبراهيم عطية[2]

[1] مدرس الجغرافية البشرية – كلية الآداب – جامعة طنطا

[2] المحاضر بقسم اللغة العربية – بكلية العلوم والآداب بطبرجل – جامعة الجوف – السعودية