تفسير حادث انكشاف غطاء الكعبة وتعليق ابن كثير
تفسير حادث انكشاف غطاء الكعبة وتعليق ابن كثير
قبل عامين حدث أمر تنبه له كثير من المسلمين وهو سقوط ستار الكعبة بسبب رياح عاتية، وصاحبتها أمطار رعدية وصواعق شديدة
علق على ما حدث في الكعبة الكتاب والباحثون ورواد مواقع التواصل وكل أدلى بدلوه
لكن كان هناك تعليق شبه متفق عليه تكرر عند كثير من المعلقين ومضمونه كالتالي:
حادث انكشاف غطاء الكعبة هو علامة حقيقية تعبر عن كشف وجه الحق و كل حدث كبير وله علامات تسبقه و هذا لا يخص المسلمين فقط غير أن غالب الأحوال لا يفهمها إلا من له فراسة.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو هل حدث مثل هذا الأمر في السابق وهل هناك من علق عليه من علماء المسلمين؟
الجواب نعم، ذكر مثل ذلك الحدث الحافظ ابن كثير المفسر المشهور المتوفى سنة: 774هـ قال في كتابه البداية والنهاية:
وفيها أي ( في سنة 644هـ ) هبت رياح عاصفة شديدة بمكة في يوم الثلاثاء من عشر ربيع الآخر، فألقت ستارة الكعبة المشرفة، وكانت قد عتُقت، فإنها من سنة أربعين لم تجدد لعدم الحج في تلك السنين من ناحية الخليفة، فما سكنت الريح إلا والكعبة عريانة قد زال عنها شعار السواد، وكان هذا فألا على زوال دولة بني العباس، ومنذرا بما سيقع بعد هذا من كائنة التتار لعنهم الله تعالى. فاستأذن نائب اليمن عمر بن سول شيخ الحرم العفيف بن منعة في أن يكسو الكعبة، فقال لا يكون هذا إلا من مال الخليفة، ولم يكن عنده مال فاقترض ثلاثمائة دينار واشترى ثياب قطن وصبغها سوادا وركّب عليها طرازاتها العتيقة وكسا بها الكعبة ومكثت الكعبة ليس عليها كسوة إحدى وعشرين ليلة.