دور المؤسسات الدينية في تدعيم أواصر التعاون بين مصر وتشاد نموذجا
تتطرق هذه الورقة لدور المؤسسات الدينية في تدعيم العلاقة بين مصر وإفريقيا جمهورية تشاد نموذجاً، وتهدف إلى استعراض دور هذه المؤسسات في بناء التعاون، وجهود الممالك التشادية القديمة في تقوية
ودعم هذا التعاون، وإنشاء بعض المرافق التعليمية وملحقاتها لخدمة طلابهم المبتعثين، ودور خريجي المؤسسات الدينية المصرية من التشاديين في إنشاء المدارس والمعاهد المختلفة بوطنهم، مما ترتب عليه تقوية هذه الأواصر الثقافية والعلمية. وقد اتبع الباحث المنهج التاريخي لاستعراض تاريخ الممالك التشادية وتاريخ هذا التعاون، والمنهج الوصفي لوصف ثمرات ومخرجات هذا التعاون.
وقد قسم الباحث هذه الورقة إلى خمسة أجزاء: الجزء الأول يتطرق لجمهورية تشاد جغرافياً وتاريخياً، والجزء الثاني يتناول دور المدارس الدينية على عهد المماليك واهتمام الممالك التشادية بها، الجزء الثالث يتناول دور المؤسسات الدينية المصرية في توطيد علاقة مصر بتشاد في عهد الدولة المصرية الحديثة، والجزء الرابع يتناول دور خريجي الأزهر في إنشاء مؤسسات أسهمت في تقوية هذا التعاون، وأخيراً الجزء الخامس يتناول أثر التعاون المصري التشادي في التوجه الوطني التشادي وبلورة الهوية الوطنية التشادية التي كاد أن يمحوها الاستعمار الفرنسي.
وقد توصل الباحث إلى أن المؤسسات الدينية المصرية قد لعبت دوراً بارزاً في تدعيم التعاون بين مصر وتشاد ممثلة في مملكة كانم منذ عهد المماليك، ويبدو ذلك جلياً في اهتمام الماللك التشادية القديمة بإنشاء مدارس خاصة في القاهرة يبعثون لها أبناءهم لتلقي العلم على يد علماء مصر، ثم كان لدور خريجي المؤسسات الدينية في عهد الدولة المصرية الحديثة أثره البالغ في توطيد هذا التعاون وربط تشاد بمحيطها العربي والإسلامي، كما لعب الأزهر في الفترة التي تلت الاستقلال عن فرنسا دوراً ملموساً بابتعاثه لعديد من علمائه إلى تشاد مما كان له دور ملموس في إفادة تشاد من هذا التعاون وبلورة الهوية القومية التي كادت أن تمحى إبان الاستعمار الفرنسي.