انبثق حب المسلمين من أبناء دولة بوركينا فاسو للغة العربية من حيث كونها لغة دين، فاهتم علماء المسلمين والدعاة الأوائل بتعلم اللغة العربية وتعليمها، وأصبحت شارة تمايز ومفاصلة بينها وبين غيرها من لغات الدولة. يجد المتتبع أنه تطور تبعات هذا الدافع الديني، وتولد
منه إشكاليات عديدة، وتحديات متنوعة. تسعى هذه الورقة إلى دراسة العلاقة الجدلية بين اللغة العربية وبين الإسلام في دولة بوركينا فاسو، ومقارنة حقيقة هذه العلاقة مع بعض الدعوات التي تحاول الفصل بين العربية كلغة دين وجعلها لغة قومية، وإتباع ذلك بأفضلية اللغة العربية لذاتها عموما، أو الدعوات التي تحاول فرض أفضلية اللغة العربية باسم التدين. كما تهدف الورقة إلى دراسة التحديات التي انبثقت جراء اهتمام مسلمي بوركينا فاسو بالعربية، مع محاولة تقديم بعض الحلول المقترحة لذلك. وسلك الباحث المنهج التحليلي في الدراسة. وإن من أهم نتائج البحث هو أن إقبال مسلمي بوركينا فاسو على العربية من قبيل الوازع الديني نتيجة الشعور بالمسؤولة الدينية، لا لأجل أي عامل آخر، وإن هذا الأمر يمكن أن يتحقق عبر نظرية “التكامل المعرفي” “integration of knowledge” والتي بدورها تأت كحل للتحديات التي صاحبت اهتمام أبناء المنطقة بالعربية.