Site icon Daruur درور

الساسة الصوماليون والسعي إلى سدة الحكم مقال تحليلي

ينوي أن يكون رئيسا للصومال رغم علمه بمكانته وحالته الشخصية؛ وذلك أنه لايحسن ولايجيد ولا يتقن اللعبة السياسية الصومالية لأنه لم يجرب قط وليس له أي عمل عام ولم يتمرس في الوظائف  السياسية وليس له أي إلمام بخبايا الأمور المعقدة في الصومال وتراكيب القبائل الصومالية والنظام المتبع المتعارف لدي الصوماليين والدهاليز السياسة المتضادة  التي تميز الصومال عن  الدول الأخرى في العالم ومصالحها المباينة عن طبيعة المصالحة الصومالية.

الساسة الصوماليون والسعي إلى سدة الحكم مقال تحليلي
الساسة الصوماليون والسعي إلى سدة الحكم مقال تحليلي

 إلا أنه يسعي جاهدا في أن يصل إلى  سدة الحكم في البلاد وإدارة الدولة الصومالية وأن ينال لقب رئيس الدولة وقائدها .

 أولا يخجل هذا الشخص الحالم الطامح إلي حمل المسؤولية الثقيلة علي عاتقه من أن يتعثر في الطريق ويضل عن الصواب والحكمة ويدخل الوطن في أخطاء سياسية جمة ويقوده إلي الوراء والتخلف؟.

أوليس  من المهم أن يكون الشخص  الطامح السبّاق إلي كرسي الحكم في الصومال شخصا أعد نفسه إعدادا جيدا قبل أن يصير رأس السلطة وقائد الدولة  الصومالية  ومسؤول تسييرأمورها وإدارة أعمالها؟

   ودخوله إلي عالم السياسية في الساحة الصومالية الملتهبة أصلا .

فإذا لم يحصل هذا فإنه سوف يندم علي طمعه وحلمه البعيد عن الحقيقة والواقع القائم وسوف يعض بنانه وأصابعه حسرة علي إقحام نفسه في المعترك السياسي لأنه غير قادر علي القيادة وتخطيط الأمور ووضع الإستراتيجيات الوطنية العليا .

 وبالصدفة والحماس المجتمعي والحب يرغب إلي وصول سدة الحكم وبدون مقدمات تدل على أنه يقدر على أداء المسؤولية الكبيرة، ما دام أنه لم يتهيأ لحملها وحفظها ولم يستعد لها استعدادا تاما ولم يحدث نفسه يوما من الأيام أن يخدم أمته الصومالية ولم يحلم بها.

 وعادته كانت أنه لا يخالط المجتمع الصومالي طوال حياته الماضية حيث كان مشغولا في أموره البسيطة العادية وحاجاته  اليومية ولم يكن يحضرالأنشطة والأعمال المجتمعية العامة الصومالية ولم يكن يعرف عادات وتقاليد الأمة الصومالية وثقافتهم وطبائعهم المختلفة ومشاربهم المتعددة ومدارسهم المتنوعة وأنه كان علي غيرعلم ومعرفة بالوضع الذي عاش فيه الصوماليون أثناء الحرب الأهلية والحياة التي يعيشونها حتي الآن ، وكيف كان نمط معيشتهم وحياتهم اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وسياسيا ، ويغيب عن ذهنه أن الأمور في الصومال معقدة وشائكة،  وعقله خال عن تصوره وإدراكه حجم الأزمة الصومالية المتراكمة والمسائل العويصة داخليا وخارجيا والمشاكل التي حصلت بين أبناء القبائل الصومالية الموجودة في الساحة

ولا يحمل رؤية متكاملة ولا يملك رأيا  ولايأخد مشورة عن أحد ولايسهر الليالي لأجل الأعمال الحقيقية ليتقدم الوطن وتنهض الأمة الصومالية ويبني الوطن الصومالي  .

 لأنه تخفي عنه حقيقة الأمر ومكامن القوة المجتمعية وطاقاتهم ومواهبهم المتعددة واستثمارهم نحو العمل والبناء وغرس القيم في نفوس الشعب وتحريك مشاعرهم تجاه بلدهم وأن يوجههم نحو الأمل وبناء الوطن وينسي آلامهم و يغفل أن يجبر خواطرهم بالكلمة الطيبة والكلام الصادق، و أن يحثهم على تقوية الانتماء إلي الوطن الغالي وأن يبدل قصاري جهده في لملمة الأمة الصومالية وتقريب وجهات نظرهم حول القضايا المصيرية وبحث الحلول المناسبة للبلد وتعجيل المصالحة المجتمعية  وعملية السلام وتوصيلها في كل ربوع الصومال وأبناء الوطن وخلق فرص العمل للمجتمع الصومالي وتحديث أجهزه الدولة وتفعيل مؤسساتها المختلفة وإبراز دور المثقف الصومالي ليكون رائدا لنهضة البلد وإنهاضه .

وكل هذا يساهم في أن يخرج الصومال من كبوته وتقهقره وتخلفه وتأخره عن العالم منذ أن بدأت الحرب في ترابه .

 وفعلا الصومال لا تنقصه الموارد  والمال والمقومات الأساسية للحياة وإنما تنقصه الإرادة الحقيقية الصادقة الساعية إلى تنفيذ السياسات  والإدارة الجيدة المتمتعة بالخبرة الكافية والكفاءات المتمكنة والكوادر المتدربة المتخصصة المخلصة لوطنهم والإنسان الجاد الهادف المحب لبلده والذي لايعيش لنفسه، ولا تحركه أطماعه الشخصية الآنية  والمصالح الخاصة الضيقة، وإنما يعمل لأجل أمته الصومالية.

 والكل يعلم كيف أصبح البلد بعد أن تولي العمل العام من لا يقدر ولا يشعر  بالمسؤولية الملقاة على عاتقه ويظن نفسه محقا في إهداره للمال العام وتصرفاته في مقدرات الدولة وممتلكات الأمة الصومالية مع سوء استغلاله للسلطة والمنصب وعدم خوفه أي عقوبة على نفسه وإنكار المجتمع عليه لسوء فعله .

 بل – علي العكس من ذلك – يري نفسه أنه البطل والشاطر المحظوظ والذكي الماهر الذي يجيد اللعبة السياسية ولا تفوته الفرصة السانحة، وقد نسي أنه السارق لأمته حيث يأكل مال الأمة الصومالية ويساهم في خلق الأزمات المالية المنتشرة فى أوساط المجتمع والبلد الصومالي  .

وكل هدا يحدث بسبب أن الشعب الصومالي متحمس جدا في مواضع لا ينفع فيها الاندفاع والحماس الجارف.

 بل بد من تريث وتمهل والبحث عمن يصلح حال الصومال ويصلح للقيادة وقيام الأمر، ويمتلك المهارات المؤهلة ليكون قائدا ورائدا لنهضة البلد وقيادة الأمة الصومالية .

 لأن الصومال بحاجة ماسة إلى قائد رشيد ومخلص يحفظ كرامة الإنسان الصومالي يجيد فن القيادة والإدارة  ويصوب المشهد السياسي ويقارب وجهات النظر الصوماليين.

 وأخيرا وليس آخرا  أن الصومال اليوم لا تحتاج إلى الخطب الرنانة والكلمات المعسولة والتحزب والفئوية والقبلية ومن لا يفعل شيئا للأمة الصومالية الموجودة، ناهيك عن الأجيال القادمة إلي سماء دنيا الصومال في المستقبل إن شاء الله تعالي

و المهم أن يقوم كل شخص بتحمل المسئولية تجاه نفسه ووطنه

و العمل علي  بناء جدار الثقة بين الصوماليين والحفاظ علي وحدتها وأراضيها .

 وهذا يتأتي عندما يتم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب وتعيين الأكفاء في المناصب الإدارية العليا والقيادية وانتقاء القادرين علي حملها .

 لا أن يوزع الوظائف والأعمال بالمحسوبية والوساطة ومعرفة الأشخاص والقبلية والقبيلة .

 وعلينا أن نحافظ علي سمعة وشرف البلد الصومالي وألا ننخدع بالمظاهر الواهية والوعود الخالية الجوفاء الزائفة.

محمود محمد إدريس

رئيس مركز القرن الإفريقي

Exit mobile version