دور اللغة العربية في إثراء المعجم اللغوي الإفريقيى
دور اللغة العربية في إثراء المعجم اللغوي الإفريقيى السواحيلية- الهوسا- الصومالية أنموذجاً
لقد وحّدت اللغة العربية القبائل الإفريقية وسدت فراغاً لغوياً هائلاً عانت منه تلك القبائل لفترات طويلة نظراً لتعدد لغاتهم الهائل، ولا
شك أن الحياة الاجتماعية تعتمد عليها (أي اللغات) في التخاطب، ولقد اكتسبت اللغة العربية بذلك سمة من التقديس، وظلت المظهر الحضاري المشترك بين العرب والأفارقة حتى جاءت الطامّة الكبرى حين عاداها الاستعمار وعمل على نزعه، ولكن لاستقرارها ما زالت تعيش وترزق في إفريقيا، ولكن هيهات، فأولئك الذين يحاولون تهميش دور العربية والعرب في إفريقيا ينطبق عليهم قول الشاعر :
كناطحٍ صخرةً يوماً ليوهنها | * | فلم يَضِرْها وأوهى قرنَه الوَعِلُ |
وقد اعترف لوس ماسينيوس الفرنسي بمكانة اللغة العربية في نشر الثقافة العربية الإسلامية حيث قال: “البعث الدولي للغة العربية أساس في نشر الإسلام بين الأمم في المستقبل، وقد كانت هذه اللغة في نظر كثير من الفرنسيين وما تزال لغة الحرية العليا ووحي الحب والرغبة التي تطلب إلى الله”.
ومن ثم فإن اللغة العربية لم تمارس أي نوع من الإقصاء أو التهميش لأية لغة، بل كانت بمثابة حلقة وصل بين ثقافة عربية إسلامية وموروث ثقافي إفريقي، فكانت العلاقة بين اللسان العربي المبين واللغات الإفريقية حلقة من حلقات الإتصال والتواصل الثقافي.
وكما يقول دكتور الصادق إبراهيم:
أ رض إفريقيا ديار لأهـــــــــــلي | * | في جبال تضم في كل سهل |
فيك كان الجدود يبنون مجداً | * | أئمة الفخر بين حق وعـــــــدل |
لم يزل للشباب فيك ديـــــــــــــــاراً | * | كن خير الديار في خير نزل |
جددي العهد مثلما كان قبلاً | * | واجعلي العزم ناسفاً كل سفل |
وسوف تناقش هذه الورقة دور اللغة العربية التي قال عنها السير توماس أرنولد: “غدت اللغة العربية لغة تخاطب بين قبائل نصف القارة الإفريقية*“
ثم نعرج بعد ذلك على دروها في إثراء المعجم اللغوي من خلال عرض اللغة السواحيلية والهوسا والصومالية حتى نؤكد مكانة اللغة العربية وقداستها لدى الأفارقة ذوي البشرة السمراء وذلك لاقترانها بالقرآن الكريم.
أ.د. محمد علي نوفل[1]
[1] أستاذ الدراسات اللغوية ولغتي الهوسا والسواحيلية ،وعميد معهد البحوث والدراسات الإفريقية- جامعة القاهرة