يعرف يهود إثيوبيا المهاجرين إلى إسرائيل بأنهم “يهود الفلاشا” أو “جماعة بيتا إسرائيل”، والفرق بينهما كبير من وجهة نظر يهود أثيوبيا ، فالتسمية الأولى تمثل الهوية التاريخية القديمة التى اكتسبوها فى المجتمع الإثيوبي بكل ما تمثله من نظرة مجتمعية إزدرائية لهم تدل عليها اللفظة الجعزية (ፈላሣ) والتى تعنى المنفى أو الغريب،أما التسمية الثانية فهى تعزز الهوية الذاتية الجديدة ليهود إثيوبيا المهاجرين والنظرة المحسنة لهم كجماعة يهودية معترف بانتمائها للهوية اليهودية بعد إعادة التوطين فى إسرائيل.
إن إعادة تشكيل الهوية الذاتية الجديدة ليهود إثيوبيا تعرض لتغيرات كثيرة خلال فترة الهجرات إلى إسرائيل و ما قبلها ، هذه التغييرات كان لها جذور ضاربة فى عمق تاريخ يهود إثيوبيا على مر العصور، ومن هنا فإن هذه الورقة البحثية تهدف فى الجزء الأول منها إلى الوقوف على جذور الهوية الدينية ليهود إثيوبيا قبل عمليات التهجير إلى إسرائيل من خلال نظرة تاريخية ليهود إثيوبيا ،ووصف الشكل الدينى لعقيدتهم وطقوسهم فى سياق المجتمع الإثيوبي المسيحى .
وفى الجزء الثانى تناقش الدراسة تهيئة يهود إثيوبيا قبل عمليات الهجرة إلى إسرائيل، و إعادة بناء الهوية الدينية والذاتية الجديدة لهم ، ثم تهيئة المجتمع الإسرائيلي لانخراط يهود إثيوبيا فيه من خلال اعتراف الهالاخاه المعاصرة بهم ، كما تناقش الدراسة صورة و وضع يهود إثيوبيا فى المجتمع الإسرائيلي من خلال المصادر اليهودية والإسرائيلية.
د. هبه يسرى أبوالوفا [1]
[1] مدرس اللغة الحبشية وآدابها – قسم اللغات الشرقية – كلية الآداب – جامعة المنصورة