أحيانا الواحد منا يدعي السعادة في حياته ظانا أن السعادة في المال والمنصب والجاه والريادة والقيادة وغيرها من المرغوبات.
ربما تكون السعادة الوهمية.
هذه كلها أمور ليس لها علاقة بالسعادة.
وأحيانا يظن أحدنا أن السعادة هي التمتع بالحياة وأشكالها وألوانها.
ولو كانت هذه الأشياء هي السعادة لاستطاع الإنسان الوصول إلى ما يريد من الدنيا مستريح البال.
السعادة الوهمية هي الغفلة عن الحياة الحقيقية.
هل سأل الإنسان إلى أين ذاهب؟ أين ذهب أجداده الذين ماتوا؟ وما هو الطريق الذي نهايته تكون سعيدة؟
وعلى راغبي السعادة أن يعرف أن كل هذه الوسائل لا تتعدى كونها وسائل ولن تكون غايات.
الغايات أمر والوسائل أمر آخر.
مثلا هناك من يظن أن السعادة الزوجية هي السعادة الحقيقية، والسعادة الزوجية هي وحدها ليست سعادة حقيقية، إنما السعادة الحقيقية هي معرفة رب هذا الكون والإيمان به وعبادته والانقياد له والاستتسلام له واتباع دين الإسلام؛ لأن هناك حياة أخرى وهي الحياة الأبدية التي فيها السعادة لمن كان أنعم الله عليه بهذه السعادة، وهذه السعادة هي التي يجب أن توصف بالسعادة الكاملة، وكل ما هو موصوف بالسعادة في هذه الحياة ما هو إلا وسيلة وطريقة للسعادة، ويمكن ما مر من الوسائل أن يكون أيضا طريقا للشقاوة. تعريف السعادة في المنظور الشرعي أكبر من تعريفها في المنظور الإنساني، وتعريف السعادة الوهمية هي كل مظاهر المتعة الوقتية الزائفة.
وفلسفة السعادة المعروفة لدي الناس مختلفة عن حقيقة السعادة التي يجب أن توصف بالكمال، وهذا لا يتحقق إلا بالسعادة الصادقة ، والتي لا تكون كاملة إلا في الجنة في الدار الآخرة، ونسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل السعادة.