التعدد اللغوي في الجزائر
بين الصراع السياسي و نزعة الهوية و واقع التطور الاجتماعي
الآن والجزائر قد احتفلت بمضي أكثر من خمسين عاما على تخلصها من براثن الاستدمار الفرنسي الذي ما ترك شيئا من مقومات المجتمع الجزائري المسلم العربي في معظمه الأمازيغي في جزء معتبر منه
فإن الناظر إلى الواقع اللغوي لهذا المجتمع يصطدم بخلط كبير و يندهش لتزايد الصراعات الجلية و الخفية للغات و اللهجات في الصعيدين الرسمي خاصة و الشعبي كذلك. فإذا نظرنا إلى الطبقة السياسية الممثلة الرسمية للشعب فإن أكثرها لا تزال ترطن بلغة المستدمر، و إذا جئنا إلى الجامعة و التعليم بصفة عامة نجد من التخصصات ما يُدرَّس بالعربة و منها ما يدرس بالفرنسية على غرار الطب و كثير من الاختصاصات العلمية الصرفة. و كذلك إذا تأملنا في لغة المجتمع رأينا تعلقا عند بعض فئاته بالفرنسية مع مزاحمة محتشمة من اللغة الإنجليزية أو الإسبانية على اختلاف بين المناطق دون إغفال اللهجات الأمازيغية المنتشرة عنا و عنا عبر ربوع الجزائر.
و بين هذا و هذا نجد مشروع التعريب الذي ازدهر في سبعينات القرن الماضي و ثمانيناته بين استفاقات محتشمة و وأد مقصود لطمس أي مكانة ريادية للغة العربية.
و سأحاول من خلال هذه المداخلة تسليط الضوء بدقة على الواقع اللغوي في الجزائر التي لا يزال يُنظَر إليها من بعض الأشقاء على أنها دولة تتكلم الفرنسية بالدرجة الأولى!!!!
محمد لمين لطرش[1]
[1] أستاذ مساعد،جامعة الإخوة منتوري – قسنطينة – الجزائر