علم الفُلكلور و تطوير الدراسات الإفريقية في مصر
ملخص
كان لمصر رؤية هادفة في تنظيم البحث العلمي حول القارة الإفريقية منذ مطلع الأربعينات من القرن العشرين، حين أنشئ معهد الدراسات السودانيّة عام1947 في عهد الملك فاروق الأول، وكان يتبع كلية الآداببجامعة القاهرة، واستقل عن كلية الآداب عام 1950 تحت اسم معهد الدراسات الإفريقية، وفيعام 1970 أصبح اسمه معهد البحوث والدراسات الإفريقية.
لكن بمرور الوقت وتحديداً منذ نهاية السبعينات من القرن العشرين تبدلت رؤية الدولة للملف الإفريقي وأهميته لتتراجع الدراسات المصرية، حتى عادت برؤية جديدة في السنوات الأخيرة.
وأمام ذلك منحت العديد من الدول ملف الدراسات الإفريقية مساحة واسعة من الإهتمام والرعاية على رأسها من داخل القارة دولة السودان و المملكة المغربية.
ففي العاصمة السودانية الخرطوم تأسست الجامعة الإفريقية الوحيدة بالقارة، والتي يلتحق بها طلاب من كل الجنسيات، وذلك بالتوازي مع مجهود معهد الدراسات الإفريقية الآسيوية التابع لجامعة الخرطوم، والذي بدأ من شعبة (أبحاث السودان) التي انتدبتها جامعة الخرطوم في عام 1963 لجمع وأرشفة المأثور السوداني،وتطورت الشعبة لتصبح هذا المعهد وبه ثلاث أقسام منها قسم الفولكلور.
أما في المملكة المغربية فقد تأسس معهد الدراسات الإفريقية عام 1987 وهو تابع لجامعة محمد الخامس بالرباط، وركز اهتمامه على الدراسات التاريخية و دراسات تحقيق التراث و ما يخص المملكة المغربية وعلاقتها بالقارة الإفريقية.
وفي هذا البحث نتحدث عن علم الفلكلور ليس بوصفه علم تابع لعلم الإجتماع، بل علم استقل وتوسع وأصبح ضمن تخصصاته مجالات أهمها الأدب الشعبي و فنون التشكيل الشعبي وفنون الأداء.
ويعد علم الفلكلور بشقيه المادي و اللامادي مدخل للتواصل مع الهيئات الإقليمية والدولية العديدة التي تسعى إلى التنمية، والتي راحت تبحث عن دعم الدارسين في تلك المجالات بهدف الدفع بملف الخصوصية الثقافية للمجتمعات و الإثنيات المختلفة.
إن خصوصية الحياة الثقافية في المجتمعات الإفريقية تتعدى القراءة الإجتماعية فهي حياة مليئة بألوان الإبداع الجمعي الذى رسخ للإنسان وعلاقته الوجدانية بالطبيعة.
لقد عانت الدراسات الإفريقية عامة من التركيز على الملف السياسي والاقتصادي والاجتماعي على حساب الملف الثقافي والإبداعي المرتبط بالوجدان الإفريقي من فنون الأدب بمجالاته، وفنون المسرح و الفرجة و فنون التشكيل من العمارة والنجارة والنسيج والفخار وغيرها من الفنون.
حتى فات الدراسات الإفريقية في مصر سنوات عديدة كان يمكن أن تسجل فيها العديد من الظواهر الفلكلورية الإفريقية التي إختفت مع المدنية.
والآن بعد احياء روح التوجه للقارة الإفريقية ، نحاول إعادة طرح رؤية لمشروع أكثر إتساعاً يهدف لتنمية الدراسات الإفريقية في مصر، يمكنه التأكيد على الجذور المصرية الإفريقية المشتركة، وذلك من خلال علم الفلكلور بمجالاته المتعددة، فتطوير الدراسات الإفريقية يستلزم العديد من الإجراءات العاجلة، كما يحتاج لرؤية متكاملة ترتبط بآليات معالجة كافة جوانب الملف الإفريقي .
ومشكلة البحث تتحدد في: إشكالية ربط علم الفلكلور بالدراسات الإفريقية في مصر، ومدى انعكاس ذلك على طبيعة معرفتنا بمجالات الإبداع الجمعي الإفريقي، وكيف يمكننا تحديد دورعلم الفلكلور في تطوير مدخل الدراسات الإفريقية.
أهداف البحث:
يهدف البحث إلى:
1. التعرف على أهمية علم الفلكلور في تأصيل هوية مصر الإفريقية.
2. التعرف على التجارب الإفريقية في دراسات علم الفلكلور.
3. الإهتمام بعلم الفُلكلور وربطه بتطوير الدراسات الإفريقية في مصر.