سوف يتناول هذا البحث العلاقات الثقافية بين جمهورية مصر العربية وجمهورية مالي ونظرًا لأهمية العلاقات الثقافية، وما تلعبه في تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين، وتقريب وجهات النظر، وتبادل المعرفة التي تشكل حجر الزاوية في زيادة التفاهم والتقارب بين الشعوب خصوصًا أن العلاقات الثقافية أصبحت مجالًا للتنافس، حيث اعتبرها البعض مثل العلاقات التجارية، واعتبار دول العالم سوقًا عالميًا يتم فيه تداول السلع الثقافية.
وقد ازدادت أهمية العلاقات الثقافية في القرن العشرين حتى أصبح يُطلق على هذا القرن (قرن الدبلوماسية الثقافية) نتيجة الدور المميز الذي تلعبه العلاقات الثقافية بين الدول.
وسوف يبرز هذا البحث أصول العلاقات الثقافية بين دولتي مصر ومالي، موضحًا أهداف مصر من التواصل الثقافي مع مالي، والأساليب التي استعملتها مصر لتوطيد العلاقات الثقافية بينها وبين دولة مالي، مثل الاتفاقيات الثقافية، والتبادل الطلابي، وإعارة المدرسين، والزيارات الثقافية المتبادلة بين الدولتين، والمراكز الثقافية، وتصدير الكتب الثقافية والدينية إلى مالي، ثم الإذاعات الموجهة إلى غرب إفريقيا، كما يوضح البحث أيضًا التعاون بين الدولتين في مجال الإذاعة المرئية والمسموعة، ثم دور الأزهر الشريف وكافة هيئاته مثل المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وإدارة البعثات، وجامعة الأزهر، وغيرها في توثيق الروابط بين البلدين. كذلك يوضح المؤتمرات الثقافية التي اشتركت فيها مصر ومالي، ودور مصر في تلك المؤتمرات.