قصيدة في زمن الكورونا تحاكي قصيدة عنترة بن شداد العبسي
بقلم الشاعر النيجيري كبير آدم عبدالحميد.
با دار عــــــبلة في الفناء تكلمي * فاليوم قد مُنع التجولُ فاعملي
إن البقا في البيت أصبح واجبا * لا تخرجي يا عبلتي كي تسلمي
كوفيدُ لا يدري بأنك عبلةٌ * وبأن عنترة فارس لم يهزم
قد كنت قبل اليوم اهزم جحفلا* إن قيل عبلة في المخاطر ارتمي
واليوم ها أنا ماكث في غرفتي * وبمرفردي مثل البعير الأجذم
أصحو فأطبخ وجبتي متثاقلا * ليس الطبيخ على الفتى بمحرّم
ولقد ذكرتك والصحون مليئة * فُولاً وكأس الشاي يسكب من فم
وودت تغسيل الصحون لأنها * لمعت كبارق ثغرك المتبسم
لا تعجبي من حالتي ولتسألي * إن كنت جاهلة بما لم تعلمي
هلا سألت الغرب يابنة مالك * كم مات منهم كم بغير تكتم
فلكم أذاقهم كرونا ذلة * ويسومهم قتلا بغير تكلم
هل لي مسيرً نحو دارك عبلتي* زمن الكورونا تكرمي وتكلمي
قالوا الطعام موفّر يا عبلتي * في دار من يهواك حب القشعم
إن الأحبة ساعدوا في حبسنا * حُبّا لعبلة مثل ماء الحُمحُم
غسل الأيادي لازم يا إخوتي * عند التصافح من يدين إلى الفم
رمز السلامة إخوتي أن تبعدوا * وعمي صباحا دار عبلة واسلمي
ولقد ذكرتُك والبطون تضورت * جاع الفقير فهل له من مُطعِــــــم ؟
قالوا المساجد عُطّلت قلت اسكتوا * تلك الوقاية ضد مرض أشأم
يتساءلون عن المُصاب بأرضهم * وبغيرها من غفلةٍ أو من عمِ
تركوا القرَان تشاغلا ما رتّلوا * ليس الدعاء على الفتى بمحرّم
فمتى أتى رمضان عبلةَ فاذكري * كل الفقير تصدقي وتكرمي
هلا سألت الناس يابنة قارئٍ * إن كنت جاهلة بما لم تعلمي
إن المصائب إن أتت فاصبر لها * صبر الكرام بحسن ظن أحكم
وضع التضجّر يا أُخيّ فإنه * دِرءُ الضعيف وحيلةُ المــــتلوّم