لا يخفى على أحد في العالم أن الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب يتصرف بشكل مختلف عن الرؤساء الذين سبقوه في البيت الأبيض.
أول رئيس أمريكي يمنع دخول مواطنين من بلاد مسلمة معينة من دخول أمريكا، ولا يخفي ترامب كراهيته لكل من ليس أبيض، وهذا أمر معروف لكل إنسان قارئ على وجه البسيطة، تصرفات هذا الرئيس أدخلت العالم في مسار جديد من السياسة، وهو يصطدم مع كل من معه، والاستقالات أصبحت طبيعية في إدارته.
ترامب ربما يطيح بأمريكا نفسها، إذا لم يتصرف الأمريكيون تجاهه بشكل صارم.
وكلنا يعرف أن أمريكا بلد مؤسس على أنقاض الهجرة، وأغلب من فيها ليس من أصل سكانها، البيض جاؤوا من أوروبا، والأفارقة جاؤوا من أفريقيا، وكذلك كل الأجناس الموجودة جاؤوا من أوطانهم الأصلية، أما سكان أميركا فهم الهنود الحمر والذين يسكنون في أمريكا الجنوبية، وطرهم البيض من أراضيهم.
لذا كل من يكتسب الجنسية الأمريكية له الحق في المشاركة السياسية.
إلهان عمر سيدة صومالية جاءت إلى أمريكا لاجئة كما جاء جد ترمب لاجئا من ألمانيا، وإلهان تنتمي إلى الحزب الديمقراطي الأمريكي خصيم الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه ترامب، والذي غالبية قادته يتصرفون بشكل مختلف عن القادة الديمقراطيين، وإلهان نائبة في الكونجرس عن الحزب الديمقراطي وهي مسلمة وصومالية، فمن الطبيعي أن تزعج دونالد ترمب؛ لأنه بطبيعته يكره المسلمين ويكره اللآجئين ويكره أيضا الأفارقة ذوى البشرة السمراء.
إلهان اجتمع فيها كل ما يكره الرئيس الأمريكي ترمب، فهي مسلمة ولاجئة وسمراء، ومما زاد غضب ترامب منها ردودها الشديدة على استفزازاته، ومعاكستها لسياساته.
وتدور بين إلهان وترامب معركة شرسة ساحتها في الكونجرس، ولا ندرى من يغلب في هذه المعركة السياسة الحامية، وهزيمة هذه المعركة تعنى استقالة المهزوم.