يعتبر يوم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف من المناسبات الرسمية والشعبية الهامة في دولة الصومال ويكون يوم عطلة رسمية في البلاد وتبدأ التحضيرات والاستعدادات في كثير من أنحاء دولة الصومال وتشهد المدن احتفالات حاشدة بمحبي سيد الخلق صلى الله عليه وسلم بإقامة مجالس توزع فيها الحلويات وأنواع من الأطعمة المختلفة و بمواكب تجوب شوارع المدن بالأعلام الخضراء ويؤدي أيضا المنشدين قصائد المدح التي تصف النبي صلى الله عليه وسلم وتتناول مراحل حياته العطرة قبل وبعد البعثة.
ويتحدث العلماء بإسهاب عن معجزات النبي صلى الله عليه وسلم والإرهاصات التي سبقت ميلاده ويصطحب الآباء أبنائهم لغرس محبة الرسول في قلوبهم من خلال استماع شمائله وتضحياته لأجل الإنسانية ونشر رسالة السلام العالمي رسالة الاسلام.
وينشد المحتفلين في المواكب التي تجوب الشوارع قصائد يمدحون فيها حبيبهم عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليمات منها قصيدة :
“يا خير الأنام يا خير الأنام يا خير الأنام عليك سلامي “
أما على الصعيد السياسي يقوم بعض المسئولين ببعث برقيات التهاني إلى المسلمين في العالم عموما والشعب الصومالي خصوصا بهذه المناسبة الجليلة راجين لهم الأمن والأمان.
لا ننسى أيضا شيوخ الطرق الصوفية وتعبر عن جموع الشعب الصومالي ولهم طريقتهم أيضا في الاحتفال والتهنئة فنجد أن الصوفيين يجوبون الشوارع بالأعلام ويجتمعون في المساجد بحلقات قرآنية اضافة الى التعطر والتبخر والمظهر الانيق الذي يغلب عليه اللون الأبيض والأخضر والبهجة التي تعلوا النفوس والقلوب ويتوحدوا جميعا على حب سيد الخلق صلى الله عليه وسلم .
جدير بالذكر أيضا أن مسألة الاحتفال بميلاد سيد البشر ونبي الرحمة يثار فيها الشبهات وتحاك حولها الأقاويل ولكن بحمد الله بدأ التسامح من قبل بعض المتشددين بعد مناقشات هادفة جرت بين المجيزين والمانعين وقد استدل المانعون على أن الصحابة لم يحتفلوا بهذا اليوم بينما رد المجيزون على زعم المانعين بأن النبي صلى الله عليه وسلم احتفل بمولده بالصوم كوسيلة للشكر لله وإبداء الفرح ولا حرج في اختلاف الوسائل وأن الترك لا يفيد التحريم في الشريعة وأن مناهضي الاحتفال أنفسهم يمارسون أفعالا لم يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم مثل المسابقات القرآنية والندوات العلمية والدورات الصيفية والمؤتمرات السنوية مما لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم .
فاجتمع الكل على أن الاحتفال لا يعني سوى الاجتماع وعموم البهجة على الجميع بما لا يغضب ولا يخالف شرع الله
وعلى المستوى الشعبي في هذه المناسبة يوسع الآباء على عوائلهم وأسرهم ويصلوا الأرحام ويفرجوا عن المساكين وتزين الأمهات أولادهن ليشعر الصغار بأن ميلاد سيد البشر ليس مجرد حدث عابر وأصبح خبر كان بل هو نعمة أنعمنا الله علينا بها تستوجب الشكر والتوقف عندها لاستثمارها وإذكاء عاطفة حب النبي صلى الله عليه وسلم لدى الجميع عامة ولدى الأطفال على وجه الخصوص .
ولا يقف دور النساء على زينة الأطفال فقط بل أيضا يقومون بطهي الأكلات الشعبية الأكثر شيوعا مثل “العانبولو” باعتباره أكثر الأكلات شهرة في الصومال وهو أكلة تقليدية متوارثة تستغرق وقتاً طويلاً لإعدادها رغم بساطتها وتتكون من حبوب فاصوليا الأزوكي مخلوطة بالزبد والسكر والأرز ويتم طهي الفاصوليا على نار هادئة لمدة خمس ساعات كاملة للوصول إلى النكهة المطلوبة ثم يضاف إليها الأرز والزبد والسكر .
في نهاية الأمر لا نختلف أن من المشرف أن نتناول بكثرة مكانة رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي أرسى قواعد الإسلام وسماحته في هذا الكون الذي نعيش على سطحه.
وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسلَّم تسليمًا
الباحثة: ريهام هاشم محمود – طالبة دراسات عليا دبلوم – قسم اللغات – كلية الدراسات الإفريقية العليا جامعة القاهرة