اللغة العربية في جمهورية تشاد
يتناول هذا البحث اللغة العربية في إفريقيا جمهورية تشاد، ويهدف إلى تبين هجرات القبائل العربية إلى النطاق الجغرافي لجمهورية تشاد، منذ العصر العباسي الثاني، وأسباب هذه الهجرات وتحول مملكة كانم إلى الإسلام، واهتمامها باللغة العربية، ومكانة اللغة العربية التاريخية في الممالك التشادية، ودورها في خلق الهوية القومية ومكانتها في تشاد اليوم. وقد اتبع الباحث المنهج التاريخي لاستعراض تاريخ العربية والمنهج الوصفي الذي يعتمد التحليل من أدواته، لقراءة واقع العربية اليوم.
وقد قسم الباحث هذا البحث إلى خمسة مباحث، المبحث الأول يتطرق لجمهورية تشاد جغرافياً وتاريخياً، والمبحث الثاني يتناول هجرات القبائل العربية لتشاد وأسباب هذه الهجرات، والمبحث الثالث يتحدث عن تاريخ العربية منذ الممالك التشادية حتى الاستقلال والمبحث الرابع يناقش الوضع اللغوي في جمهورية تشاد ومكانة اللغة العربية بين اللغات المتحدثة في تشاد والمبحث الخامس والأخير يتطرق للغة العربية في تشاد اليوم من خلال وجودها في التشريع والتعليم والإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي.
وقد توصلت الباحث إلى أن النطاق الجغرافي لجمهورية تشاد الحالية لم يعرف لغة مكتوبة قبل اللغة العربية، وأن الممالك الإسلامية التشادية كانت تعتمد اللغة العربية في مخاطباتها الديوانية فيما بينها وفي تواصلها مع العالم الخارجي، إضافة لاهتمام هذه المماللك بإنشاء المدارس التي خرجت بعض العلماء الذين ذاع صيتهم في العالم الإسلامي وأرخ لهم بعض أصحاب التراجم. كما توصل البحث إلى أن الاستعمار الفرنسي حاول طمس الهوية العربية في تشاد، وأن العهد الوطني في بواكيره سعى لتقليص دور اللغة العربية، غير أن الثورة الوطنية التشادية (فرولينا) تمكنت من فرض العربية فنالت في العهود التالية ما تستحقه من مكانة. وأن اللغة العربية تمثل لغة التواصل الأولى في تشاد؛ وأن لها دور بارز في المجتمع التشادي يتمثل: في نصوص التشريع التي أقرتها لغة رسمية على غرار الفرنسية التي كانت تستأثر بهذا الجانب، إضافة إلى وجودها البارز في التعليم بمراحله المختلفة، والإعلام بوسائله المتعددة، وشبكات التواصل الاجتماعي.
د. محمد قاسم مختار بدوي[1]
[1] أستاذ مشارك – كلية الآداب – جامعة كردفان – جمهورية السودان