أزمة اللغة العربية في ظل العولمة

الملخص:

           العولمة ظاهرة جديدة عرفها المجتمع الدولي نتيجة لتضافر مجموعة من المتغيرات، والتي من بينها سيطرة النموذج الأمريكي الرأسمالي الليبرالي على هيكلية النظام الدولي وتسويقه لنظامه القائم على مجموعة من المبادئ، خاصة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي ونهاية الحرب الباردة.

        وكان لانتشار وسائل الإعلام والاتصال البعد الأكبر على المجتمعات خاصة وأنها أصبحت قريبة رغم البعد الجغرافي، مما جعل العالم عبارة عن قرية صغيرة تتوفر فيها مختلف وسائل الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والتي أصبحت تسوق لمفاهيم جديدة في ظل هذا التنوع الهائل للتكنولوجيات مما قد يؤثر على منظومة القيم في المجتمعات.

            لذا فقد وجدت إفريقيا نفسها في خضم هذا الزخم الهائل، وغارقة في ديناميكيات كونية لتنمية قدراتها المحلية والنهوض بها، ومواكبة ما يحدث على مستوى النظام الدولي والبحث عن مكانة لها فيه. وهو الأمر الذي أدى إلى كسر الحواجز ليس فقط الاقتصادية ولكن أيضا الأيديولوجية والسوسيوثقافية، مما يؤدي إلى تهميش للقارة السمراء على مختلف المستويات خاصة وأنها تعاني من مشاكل عديدة كالأزمة في بناء أسس دولة وطنية، أو الأزمات السياسية المختلفة وفي مقدمتها أزمة الهوية واللغة التي عانت منها إفريقيا لعقود طويلة خاصة وأنها كانت تحت السيطرة الاستعمارية الأوروبية التي حاولت أن تجعلها تابعة لها في كل شيء وأن تمحو ثقافتها الوطنية وكل معتقداتها الدينية.

           وهو الأمر الذي يجعل اللغة العربية في أزمة واضحة خاصة مع تراجعها في الآونة الأخيرة لصالح اللغات الأخرى في مقدمتها اللغتين الفرنسية والإنجليزية اللتان تشهدان نشاطا متزايدا خاصة مع زيادة عدد المنخرطين في المنظمتين الفرانكفونية والأنجلوفونية اللتان تسعيان إلى نشر اللغات في العالم وزيادة عدد الدول المنظمة إليها كنوع جديد من الاستعمار.

ولمعالجة هذا الموضوع صغنا الإشكالية التالية:

ما موقع اللغة العربية بين اللغات العالمية في ظل الزخم العولماتي؟

عائشة بن عبد الله[1]      أمينة مسعودي

[1] ماجستير سياسات مقارنة ، جامعة أبو بكر بلقايد – تلمسان – الجزائر

aicha_kb@yahoo.fr