وصايا الملك الغريبة قصة قصيرة مؤثرة
وصايا الملك الغريبة قصة قصيرة مؤثرة
ذكر أهل الأخبار السالفة في غابر الأزمان قصة قصيرة فيها عبرة ذات تأثير عميق.
كان هناك ملك من الملوك جاءه الموت.
فطلب أن يأتي إليه قائد الجيوش كي يوصيه بوصايا مهمة.
أما الوصية الأولى فكانت: أن لا يحمل نعشه إلى مقبرة الدفن إلا الأطباء الذين كانوا يعالجونه في حياته عندما يمرض.
وأما الوصية الثانية فكانت: أن ينثر في طريق حمله إلى المقبرة كل قطع الذهب والفضة والأحجار الثمينة التي جمعها في ملكه.
وأما الوصية الثالثة والأخيرة فكانت: أن تخرج يده خارج الكفن في أثناء حمله إلى الدفن وأن تكون مبسوطة خارجة من النعش، بحث يراه الناس بوضوح.
قال له قائد الجيوش: سمعا وطاعة للوصايا التي أوصيت بها، ولكن ما تقصد بهذه الوصايا؟.
فرد عليه الملك قائلا له: أريد أن ألقّن العالم درسا مهما في الحياة.
ما فهمته أنا إلا الآن لعلهم يفهمون قبل فوات الأوان.
أما تفسير الوصية الأولى فرغبت أن يدرك الناس أن الموت إذا حضر لم ينفيع في دفعه أحد.
حتى الأطباء الذين يهرع إليهم المريض إذا أصابه مرض.
وأن الصحة والأجل لا دخل فيهما لأحد من البشر أيا كان.
وأما تفسير الوصية الثانية فأحببت أن يعلم الناس أن الأوقات التي تقضى في جمع الأموال والأرباح ما هي إلا هباء منثورا.
وأن الناس لا يأخذون معهم إلى مقابرهم حتى فتات الذهب.
وأما تفسير الوصية الثالثة: فأحببت أن يعلم الناس أن الإنسان قدم إلى هذه الدنيا فارغ اليدين فقيرا عاريا حافيا ضعيفا.
وأنه لا يأخذ من الدنيا شيئا وسيخرج منها كما ولد.
فعلا هذه قصة قصيرة وجميلة فيها عبرة تنفع الإنسان في هذه الحياة.
حياة الملوك مهما وصلت إلى الذروة فلا بد من زوال الملك.
وأسباب زوال الملك كثيرة، منها الظلم والكبر والعتو والإفساد في الأرض.