موقع دراسات حوض النيل في حقل الدراسات الإفريقية
موقع دراسات حوض النيل في حقل الدراسات الإفريقية
تسعى هذه الدراسة للتعرف على حقل دراسات حوض النيل وموقعه من الدراسات الإفريقية : تاريخه ومصادره وإمكانيات تطوير آفاقه ومردوداته ، كما تسعى للوقوف على المجهودات التي بذلت في هذا الحقل ابتداءا بالمؤرخين والجغرافيين العرب والمستشكفين الجغرافيين الغربيين ، والوقوف على تطور الدراسات الإفريقية بأمريكا وأوربا والصين وعرض نماذج من الدراسات الإفريقية في مصر والمغرب وإثيوبيا والسودان، وذلك للوقوف على المنهجية والطرق والأهداف والمجالات ، وتطور مواعين الدراسات الإفريقية ودراسات حوض النيل من البحث المستقصي للدراسات الصفية النظامية وغني عن القول الوقوف على اهداف العلم ونتائجه لاستجلاء ما إذا كان علما ذو منهجية أو هو دراسة مناطقية ، تخدم حزمة من العلوم ، وبالطبع يقتضى ذلك تحديد أهم العلوم التي تواتر عليها الطلب في مجال الدراسات الإفريقية ودراسات حوض النيل .
وتنبع أهمية هذه الدراسة من أهمية المراجعات التي يقتضيها تطور العلوم في ابنيتها المعرفية ومناهج الإضافة لها . فقد بدأت جميع العلوم في الإنبثاق من أصل واحد ثم تطورت في مناهجها وقضاياها وأهدافها العملية والنظرية . ومن ناحية اخرى برز سؤال على النطاق العالمي عن جدوى جميع الدراسات المناطقية بعد نهاية الحرب الباردة وزوال الإتحاد السوفيتي حيث انتقلت المؤسسات الخيرية والبروقراطيات العلمية للتخفيف من دعمها دراسات المناطق والتركيز على دعم الموضوعات المشتركة بين المناطق مثل دراسات التنمية والديمقراطية، إذ الأصل في الدراسات الإفريقية والباعث عليها هو ذلك التعتيم الذي كان يسود إفريقيا جغرافيا وحاجة العالم القديم لنشر ثقافته والبحث عن إمكانية استثمار خيرات المجاهيل. وينقسم المهتمون بالدراسات الإفريقية غالبا إلي نوعين الرساليين والمستثمرين . فالرساليون يبحثون عن أداء واجبهم الثقافي نحو البشرية سواءا كانوا يرغبون في إيصال رسالة الإسلام أو رسالة المسيح أو رسالة الرجل الابيض . اما المستثمرون فإنهم يدرسون مواضع المرعي أو المزارع أو موارد باطن الأرض . وتطورت المنافسة على التجارة والاستثمار فانبثقت عنها الدراسات السياسية والإستراتجية والجيوسياسية والجيواستراتيجية.
بروفيسور/ عبدالرحمن أحمد عثمان