مصر وقضايا السلم والأمن في القارة الأفريقية
مصر وقضايا السلم والأمن في القارة الأفريقية
تحتل قضايا السلم والأمن مكانة مهمة في سلم اهتمامات وأولويات العمل الأفريقي وذلك منذ استقلال الدول الأفريقية في ستينيات القرن العشرين. غير أن هذا الاهتمام شهد دفعة حقيقية مع تحول منظمة الوحدة الأفريقية إلى الاتحاد الأفريقي والذي بدأ معه العمل المؤسسي في اتجاه إنشاء ما بات يعرف بهيكل السلم والأمن القاري بما يؤكد إلتزام الدول الأفريقية بتحقيق السلم والاستقرار والتنمية في القارة من خلال لعب دور أكبر في تحقيق السلم والأمن في القارة وتقديم حلول أفريقية للمشكلات الأفريقية.ويقوم هذا الهيكل على دعامات أساسية تتمثل في خمسة مؤسسات وهي: مجلس السلم والأمن الأفريقي(جهاز صنع القرار في الهيكل)، القوة الأفريقية الجاهزة (الذراع العملياتي والعسكري)، نظام الإنذار المبكر القاري ( آلية للاستخبارات وجمع البيانات وتحليلها)، لجنة الحكماء (جهاز استشاري وكوسيط) وأخيراً صندوق السلام (لتعبئة الموارد الازمة لعمل الهيكل).
وقد حظيت مصر بعضوية مجلس السلم والأمن الأفريقي لفترة عامين من 2006- 2008، ثم من 2012 إلى 2013، كما انضمت لعضوية المجلس لمقعد الثلاث سنوات في 2016 وحتى 2019 وهو ما يتزامن مع عضويتها في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الأمر الذي اعتبرته مصر فرصة لتنسيق أجندتي الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في مجال حفظ السلم والأمن في القارة الأفريقية.كما تساهم مصر في عمليات حفظ السلام في القارة الأفريقية سواء تحت راية الأمم المتحدة أو الاتحاد الأفريقي. وتنصرف هذه الورقة إلى دراسة دور مصر في تعزيز الأمن والسلم في القارة الإفريقية من خلال دراسة مواقفها وأدائها في مجلس السلم والأمن الأفريقي وكذا من خلال دورها في عمليات حفظ وبناء السلام في القارة.
إعداد/ د. رانيا حسين خفاجة