لماذا أغلب أحاديث الفتن والملاحم ضعيفة وواهية ؟
لماذا أغلب أحاديث الفتن والملاحم ضعيفة وواهية ؟
ما أكثر الأحاديث التي تتحدث عن أحداث آخر الزمان في كتب الفتن والملاحم وذلك مثل كتاب نعيم بن حماد الخزاعي وغيره من الكتب التي تتناول أحداث آخر الزمان والفتن التي سوف تحدث، فهذه الأحاديث كثيرة وبعضها يصف الأحداث بدقة ووضوح ويصف الأشخاص بالأوصاف الدقيقة كالأسماء والألقاب والأماكن، وكذلك أوصاف القبائل التي تشارك في الملاحم والفتن وحروب آخر الزمان ، وكذلك ظهور السفياني والقحطاني وأشياء كثيرة مفصلة في تلك الكتب.
أغلب هذه الأحاديث واهية وضعيفة جدا وبعضها موضوع ومختلق ومكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم، وقد وضعت لأسباب سياسية في العهد الأموي والعباسي إما هجوما على الخصوم أو إرضاء للحكام في ذلك الزمن.
ولذا ترى في هذه الأحاديث الركاكة الممجوجة والمخالفة الصريحة للقواعد الكلية في الإسلام، وأي شخص عنده قليل من علوم الحديث يدرك هشاشة هذه الأحاديث التي تخالف نصوصا كثيرة في الإسلام.
وأدى ذلك إلى أن بعض الناس يضطربون في إسقاط هذه الأحاديث على الأحداث الجارية ، وترى أيضا تناقض هؤلاء في تحديد الشخصيات الواردة في هذه الأحاديث الواهية، مثل أوصاف المهدي ويأجوج ومأجوج وأشكالهم وحكاية الأمراء الثلاثة والعائذ بالحرم وغير ذلك من الأحداث.
فأحداث الفتن والملاحم موجودة في الأحاديث الصحيحة الواردة في صحيحي البخاري ومسلم وكذلك في بعض كتب السنن والمسانيد والمعاجم والأجزاء والمصنفات، ولكنها موجودة بصفة ليست كما هي في الكتب الضعيفة الواهية.
من يريد أن يستدل بأحاديث الفتن والملاحم عليه أن يكتفي بالأحاديث الصحيحة فقط حتى لا يقع في متاهات لا يعلم نهايتها إلا الله وحده، وهذا بالطبع يفتح أبوابا من الشر لا يمكن إيصادها.