قصيدة سُنْبلة الـمرايا
قصيدة سُنْبلة الـمرايا
ما زال يَجْتَرِأُ السَماءَ بِصَمْتِه
ورُؤَاهُ مُطْفِئَةٌ لِشَهْقَةِ رُكْنِه
يَقْتَاتُ سُنْبُلةَ المرايا وَمْضَةً
ليَخِيطَ دَهْشَتَهُ بإبْرةِ جَفْنِه
ترسو أصابعُ قلْبه في نهرِ أُغْـــ
ــــنيةٍ، وقمحٌ في حقَائِبِ لَوْنه
وبلَيْلِهِ اتَّكأتْ مصابيحٌ على
أُفُقٍ لِتَذْبحَ شَمْعَةً في كَوْنِهِ
وَرْدٌ يَسيحُ بحَلْقِهِ…ونُبُوءةٌ
تَنْثَالُ دَافِئَةً لِرَعْشَةِ غُصْنِه
رئتاهُ حُجرةُ شاعر في كَفِّهِ
قمرٌ يسيل على شوارعِ فنِّهِ
وبراحَتَيْهِ يمامتان تَوَشَّحَا
ألقًا وطَرَّزتَا عباءةَ سنِّه
لم يَسْرِ في شَفَتَيْهِ قحْطُ ربابةٍ
إلا وأوْرَقَ في حدائق لَحْنِهِ
هذي خُطى النَّجوى تُرتِّل شَهْوةً
خَجْلَى لِتَقْطِفَ من شقائق حِضْنِه
تَعْرَى حقِيقَةُ ضوئِهِ في الماءِ رَا
كِضَةً لتسْبَحَ في شواطئ ظنِّهِ