قصيدة الشافعي في مدح الغربة والسفر صوت وصورة
قصيدة الشافعي في مدح الغربة والسفر صوت وصورة، أبيات الشافعي في فضل السفر والانتقال أصبحت معلما من معالم حكمة الشافعي.
الغربة في ظاهرها ألم لأن فيها فراقا للأهل والأحبة.
لكن الغربة لها فوائد جمة والمغترب يشعر بها بعد اقتحام مشاق الغربة والسفر.
فالإمام الشافعي لخص فوائد السفر في هذه الكلمات الوجيزة.
شعر الامام الشافعي عن السفر
يقول الشافعي:
ما في المقام لذي عقــلٍ وذي أدبِ | * | من راحةٍ فدع الأوطـان واغتــربِ |
سافر تجد عــــوضاً عمن تفارقهُ | * | وانصب فإن لذيذ العيشِ في النصبِ |
إني رأيت وقــــــوفَ الماء يفسدهُ | * | إن سالَ طاب وإن لم يجرِ لم يطــبِ |
الأُسد لولا فراق الغاب ما افترستْ | * | والسهم لولا فراق القوسِ لم يصـبِ |
والشمس لو وقفتْ في الفلك دائمةً | * | لملَّها النـاس من عُجمٍ ومــن عربِ |
والتبر كالتربِ ملقـًى في أمـــاكنهِ | * | والعود في أرضــه نوعٌ من الحطبِ |
فإن تغرَّب هــــــذا عــز مطلـبهُ | * | وإن تغــرب ذاك عــــــزَّ كالذهبِ |
التغرب عن الأوطان اختلف عن السابق، في قديم الزمان كان السفر صعبا جدا، والمسافر لا يسمع صوته ولا حسه.
أما في هذا الزمن فإن السفر ليس كما في السابق.
فالمسافر يكون معك وهو في أقصى البلاد، فيمكن لك أن تراه وأن تتحدث معه وكأنكما في بيت واحد. فكلام الإمام الشافعي كان عن الغربة في الزمن الماضي لأنها كانت تحتاج إلى صبر شديد وتحمل الصعاب في سبيل السفر. ولذا ورد الحديث الشريف أن السفر قطعة من العذاب.