قصة الفتاة التي أهانت والدها بطلب من شاب خدعها بالحب
قصة خيالية تجسد الصراع الداخلي بين الشباب والفتيات
قصة الفتاة التي أهانت والدها بطلب من شاب خدعها بالحب
قصة الفتاة قصة خيالية، فتاة جميلة كانت تعيش في رفاهية لا مثيل لها وكانت تسمى جمانة، وكان والدها بشير يحبها حبا يفوق الخيال، حتى عرف والدها بذلك وسط أهل المنطقة التي يسكنونها.
فلما بلغت جمانة السابعة عشرة من عمرها تعرفت إلى شاب وسيم قد يكون في المقام الأرفع في الوسامة بين أقرانه، وكان يدعى سرحان.
وتعلقت به تعلقا شديدا، وكان هذا الشاب الوسيم زاهيا بنفسه، وكان متكبرا عاليا على الناس.
وكان متبخترا في مشيته، لأن بنات الحي كن يتنافسن لكسب قلبه.
سرحان كان من أسرة ثرية ومرموقة، وهذا الوضع ما زاده كبرا على كبره.
هذا الشاب لما عرف أن جمانة كانت تحبه حب الموت ولا تنام بالليل ويصيبها أرق دائم بسبب هذا الحب الأعمى تجاهه.
وهذا طبيعة حب المراهقات، هذا الشاب كان يكن عداوة لوالدة الفتاة بشير؛ لأنه كان من الناس الذين لا يجرون وراء المال والجاه.
وكان دائما على خلاف مع والد هذا الشاب ماهر، فلما عرف أن الفتاه التي تحبه هي بنت بشير قرر أن يهينه من خلال بنته، وبدأ يتودد إلى البنت ويظهر لها الحب الذي ليس في القلب وإنما هو على اللسان.
فلما رأت البنت المسكينة أن الشاب الذي كان أبيا كالجبل العالي يبادلها الحب.
وصدقته تصديقا لا يشوبه شك، لم تدر الفتاة أنه يريد أن يدمر أسرتها تدمير إبليس للإنسان.
ذات يوم مر والد الفتاة بشير في الطريق وفي أثناء مروره قابله سرحان وقال له: ألم تكن أنت متكبرا على أسرتنا وها هي بنتك تلهث ورائي كالكلبة الظمأى. انزعج الأب من كلام هذا الشاب المستهتر وقال له: أنت كذاب بنتي أثق فيها ثقة عمياء.
رجع الوالد إلى البيت ونادى بنته سائلا: يا بنيتي هل بينك وبين ذلك الشاب الأرعن علاقة ؟.
ارتبكت البنت وردت متلعثمة لا لا، وحاولت إخفاء علاقتها به، إلا أن الأب أحس بالعلاقة من خلال لغة الجسد.
وقال لها: يا بنيتي لا تكذبيني فإني لم أعهد منك الكذب، فلم تجبه وانصرفت متوترة ودخلت في غرفتها ونامت.
وفي اليوم التالي ذهبت إلى الشاب كي تحكي له ما جرى بينها وبين والدها،فلما سمع الشاب الحوار الذي جرى بينهما قرر أن يهين الرجل من خلال بنته.
فطلب إليها أن لا تنصاع لأمر أبيها وأن تختار طريقة الحياة بنفسها وهي لم تعد فتاة صغيرة ويجب أن تتمتع بحرية شخصية في حياتها.
اقتنعت البنت بما قال لها الشاب؛ لأن الحب كما تعلمون يعمي ويصم كما قيل في المثل العربي القديم.
عادت الفتاه إلى البيت ومرة أخرى أوقفها أبوها وسألها: أين كنت ؟ هل ما زلت على علاقة بالشاب الأرعن؟ هذه المرة البنت دافعت عن الشاب وقالت لأبيها: لا تقل أرعن ، فاندهش والدها من دفاعها عنه وتأكد من خلال هذا أن البنت متعلقة بهذا الشاب تعلق الطفل الرضيع بثدي أمه.
وبعد مدة خطط الشاب لإهانة والد الفتاة في مكان عام من خلال بنته، فماذا فعل؟
دعا جمانة وقال لها: أنا أحبك وأتزوجك ولكن لا أحب أباك ولولا أبوك لتزوجتك فورا.
فلما سمعت البنت هذا الكلام منه طارت فرحا قالت له: إذا لم تحب والدي فلا مشكلة في ذلك قال لها: أنا أكرهه وأريد أن أنتقم منه أمام الناس وأريد أن أهينه فقالت له: أنا ما يعنيني هو حبك، فأنت حر فيما تفعل فافعل ما بدا لك وأنا لا أكرهك.
فقال لها: أنا أطلب إليك أن تهينيه نيابة عني، فقالت له مستعدة أضحي بوالدي لإرضائك ولكن كيف ؟
قال لها: تقولين له حبيبي ليس أرعن وإنما الأرعن هو أبي أمام الحشود، لأنه كان دائما ما يقول عني : أرعن، أريد أن تسمعي هذا الكلام لكل الناس.
وخططا أن يكون في يوم حافل وكان يوم الجعمة بعد صلاة العصر وكان الناس حاضرين والأب كان جالسا مع الناس في المجلس والشاب ووالده كانا موجودين، سرحان بدأ الكلام وقال رافعا صوته: هذا الرجل الذي يدعي الكبرياء شخص منبوذ حتى من أقرب الناس إليه ورعونته ليست خافية حتى على بنته وإذا أردتم ذلك فاسألوا بنته فحضرت جمانة وقالت للناس: سرحان صادق فهو حبيبي ليس أرعن وإنما الأرعن هذا الرجل الهرم مشيرة إلى أبيها.
فالتفت إليها أبوها مندهشا حيرا، لم يستطع أن ينطق ببنت شفة من هول ما نزل به، و لم يكن متوقعا من بنته التي كان يحبها ولم يبخل عليها يوما بشئ قل أو كثر .
ترك الأب المجلس مذهولا غير مصدّق لما حدث له من بنته التي كان يثق فيها ثقة عمياء والناس كلهم في ذهول تام لم يتوقعوا هذا التصرف من هذه البنت التي كانت معروفة ببر الوالدين، وقبل انصراف والدها هرولت البنت إلى الشاب راغبة في الوفاء بوعده كما أوفت بوعدها.
لكن قال لها: أنا لا يمكن أن أحب رعناء مثلك فالحقي بأبيك الأرعن. فما كان منها إلا أن سقطت على مغمى عليها.
وهذا الفتاة ضاعت بين أب عطوف وشاب غدار، وهكذا مصير كل فتاة تترك والدها الذي رباها.