قصة الطفل مع والده وصاحب المطعم ومعجزة الدعاء
كان هناك طفل كلما ذهب مع والديه إلى مطعم يطلب طعاما يشتهيه في نفسه لكن والده لا يوافقه على ذلك الطعام لأنه غالي الثمن وباهظ التكلفة.
عندما يدخلون أي مطعم يتأكد الأب من أسعار قائمة الطعام “المنيو” حتى ينتقي الأرخص من قائمة المأكولات.
زعل الطفل من هذا التصرف من قبل والده؛ لأنه في نفسه وجبات يشتهيها وأبوه لا يرضى له بسبب غلاء تلك الوجبات التي يريدها الطفل.
لأن إمكانات الوالد محدودة فلا يستطيع دفع ثمن بعض الوجبات الغالية الثمن؛ لذا يعود الطفل كل مرة إلى المنزل وهو غضبان، لأنه أكل وجبة لا يريدها.
في أحد الأيام دعا في صلاته قائلا: يا رب أعط والدي الفلوس الكثيرة حتى لا يفتش قائمة الأسعار وأطلب الذي في نفسي، أو اجعله يطلب لي ما أريده.
بعد أيام من هذا الدعاء خرج الولد مع والديه فدخلوا مطعما فطلب والده قائمة الأسعار “المنيو” ، وكان فيه جميع الوجبات بدون أسعار.
ارتبك الأب وسأل النادل ” الجرسون” لما لم تكتبوا الأسعار في القائمة ؟
قال النادل: هذا نظام هذا المطعم .. نحن نكتب في القائمة الأطعمة والوجبات التي عندنا أما الأسعار فتأتي مع الفاتورة في وقت الحساب.
وأردف النادل قائلا: إن أردت أن تعرف أسعار أطعمة محددة فأخبرني بها إن شاء الله أبلغك.
شعر والد الطفل بالحرج وطلب الطعام مباشرة دون أن يعرف قيمة الأسعار.
فرح الولد فرحا شديدا؛ لأنه أول مرة يأكل طعاما من اختياره ولم يختر له والده.
فأكل الولد الطعام وهو سعيد بالوجبة التي كان يتمناها وشبع منها.
فلما شبع وقام كي يغسل يديه قال: يا رب أشكرك وأحمدك فكرة المنيو الذي هو بدون أسعار جميلة.
ولا خطرت في بالي لأطلبها منك لما دعوتك في الصلاة.
لما انتهت الأسرة من أكل الطعام دعا الوالد النادل كي يأتي بالفاتورة، و كان خائفا من المبلغ الذي سوف يطالب به.
لكن المفاجأة أن الفاتورة بدون أسعار، سأل النادل قائلا: كيف هذا ؟
فرد النادل وقال له: أنت طلبت أصنافا بدون أسعار والفاتورة أيضا خرجت كذلك.
استغرب والد الطفل وقال: إذن لماذا فتحتم المطعم؟! قال النادل: هذا يوم استثنائي قدمه صاحب المطعم.
خرجت الأسرة من المطعم مستغربة لما حدث.
ذهب النادل لصاحب المطعم فقال له: لماذا فعلت هذا الشيء؟ رغم أن الفاتورة كانت بمبلغ وقدره.
ابتسم صاحب المطعم وقال: بالصدفة كنت واقفا خلف الطفل وهو يغسل يديه يدعو ربه ويشكره.
أحسست أن الله قادني إليه حتى أسمعه فأساعده في أمر باستطاعتي وأقدمه له.
استخلاص العبرة من هذه القصة
هذه القصة فيها الكثير من العبر أهمها معجزة الدعاء وكذلك إحسان صاحب المطعم
بركة دعاء الطفل تصيب صاحب المطعم حتى وفقه الله لعمل هذا الخير وتقديم هذا الإحسان.
فلما لجأ هذا الولد إلى ودعاه قيض الله له صاحب هذا المطعم وجعل في قلبه الرحمة.
فلا شك أن الدعاء يفعل الأعاجيب في حياة العبد .
فكان السلف يدعون الله تعالى ويسألون حوائجهم حتى قال بعضهم: أنا أسأل ربي سبحانه وتعالى حوائجي حتى ملح الطعام.
فالله تعالى هو الذي يسبب الأسباب ويقلب القلوب، يدبر الأمر من السماء إلى الأرض.
فإذا لجأت إليه كفاك كل شيء وكن دائما من العابدين الشاكرين الذين يعرفون نعمة الله ولا ينكرونها.
وهذه القصة فيها جبر الخواطر حيث جبر مالك المطعم خاطر هذه الأسرة وجعلهم مسرورين بهذا التصرف النبيل.
هناك حديث شريف عن النبي صلى الله عليه وسلم أن خير الناس أنفعهم للناس وكذلك أحب الأعمال إلى الله
السرور الذي تدخله على المسلم وتجعله سعيدا بسبب إطعام الطعام وقضاء الدين والتفريج عن الكرب.
وهذه الأعمال فيها أجر كبير وثواب عظيم من الله تعالى.
كثير من المسلمين لا ينظرون إلى مثل هذه التصرفات ولا يرونها أمرا مجديا ونافعا ويستصغرونها ويعتبرونها هينة وهي عند الله تعالى عظيمة.
فكن دائما يا عبد الله من الذين يسابقون إلى الخيرات ويرحمون من في الأرض كي يرحمهم من في السماء.
قصة اليهودي الماكر مع راعي الغنم ومحاولة تشكيكه في القرآن
قصة الكلب الذي دافع عن النبي صلى الله عليه وسلم