قصة البقرة مع اللصوص التي عرفت صاحبها ولم يعرفها هو
أحيانا الحيوانات، أكثر وفاء وحبا، واحتراما من البشر.
هذه قصة عجيبة حدثت لرجل ندم على فعله معبرا بالضحك، أمام أمه وزوجته،
ولكن بعد فوات الأوان، دعنا نسمع القصة من الرجل نفسه.
قال: كنت في المسجد لأداء صلاة الفجر، فلما أديت الفريضة ،
وخرجت من المسجد، وجدت رجالا يضربون جاموسة “بقرة” ، يحاولون أن يحملوها في سيارة نقل لكنها لا تريد الركوب.
فلما اقتربت منهم سألتهم ماذا حدث لهذه البقرة ؟ قالوا نريد أن تركب هذه السيارة ولكن لا جدوى؛ لأننا نريد أن نأخذها إلى السوق مبكرا.
اتجه الرجل نحو البقرة وطبطب عليها، فما كان منها إلا أن انصاعت لأمره فركبت السيارة .
استغرب الرجال من فعل هذا الرجل مع البقرة قائلين: سبحان الله . الله أكبر، وطفقوا يهتفون فرحين مستبشرين.
فانصرفوا وانصرف الرجل إلى بيته، فلما وصل إلى البيت سمع صوتا عاليا يصدر من البيت ،فدخل البيت فسأل أمه وزجته ما الذي يجري ؟
قالتا له: الجاموسة سرقت. والغريب أنهما تصوتان وهو يضحك، فقالت له زوجته لماذا تضحك ؟ هل أنت سعيد بسرقة البقرة؟
أجاب الرجل نادما : لا ، أنا لست سعيدا بسرقتها
البقرة عرفتي لكني لم أعرفها
نفهم من هذه القصة أن البقرة عرفت صاحبها لأنها كانت مهتمة به،
بينما هو لم يعرفها لأنه كان يعتبرها مجرد بقرة في البيت.
فاعلم أن كل ذي كبد رطبة له إحساس ومشاعر.
قصة البقرة مع اللصوص مؤثرة فعلا
الاهتمام هو الأساس في العلاقات بين كل الكائنات، الحب هو الاهتمام، والاهتمام هو الحب، علامات الحب كثيرة لكن أهما الاهتمام.
هذه البقرة لم تنس أفضال الرجل عليها من رعاية وتعليف مع أنها حيوان غير عاقل ، فلما طلب منها الركوب استجابت.
هذا الرجال كأنه في المنام وكأن اللصوص في الحلم كأنه استيقظ عندما وصل إلى البيت وعرف أن البقرة فعلا لم تكن في المنام وإنما كانت في اليقظة.