فروق بين السياسة الإيرانية والسياسة العربية
فروق بين السياسة الإيرانية والسياسة العربية
هناك صراع مصطنع بين العرب والفرس سببه الروم وبالمصطلح الحديث الغرب، هذا الصراع في الحقيقة وهمي وليس له وجود إلا في أروقة دور السياسة، والمأجورون من الإعلاميين هم الذين ينفخون في ناره لتأجيجه أكثر.
لو رجعنا إلى التاريخ القديم أدركنا أنه كان هناك صراع قديم بين الروم (الغرب) والفرس (إيران)،
وهذا الصراع كان مسرحه الشرق الأوسط ، والعرب في ذلك الوقت كانوا مشغولين بالاقتتال الداخلي الذي كان سائدا في عصرهم،
وكانوا مشغولين بالتفاخر القبلي، وكانوا منقسمين إلى فريقين، فريق تابع للفرس وفريق تابع للروم، حتى جاء الإسلام وحررهم من تلك التبعية واستقلوا بقراراتهم وحكمهم.
وبعد قرون من الزمن استدار الزمان لنعود إلى ما يشبه تلك الفترة بعد أن تخلى العرب عن أغلى ما يمتلكونه وأصبحوا تابعين دون شعور أو بشعور.
فسياسة العرب مبنية على تدمير داخلي واقتتال عشائري، وانظر إلى العراق كيف تكالب عليه العرب أنفسهم وسلموه إلى أمريكا التي تمثل الروم الآن،
وما حدث في غير العراق خير شاهد، بينما إيران سياستها مبنية على كسب الحلفاء، الحليف تلو الحليف دون أن تخسر شيئا،
فالعرب الذي قاطعوا سوريا وطردوها من جامعة الدول العربية وها هم اليوم بعد إنفاق ملايين الدولارات في الحرب السورية يتسابقون إلى إعادة سفاراتهم في دمشق،
ولو قارنت بين سياسة العرب وسياسة إيران لو جدت فروقا عديدة بين السياستين،
والغريب في هذه المرة أن بعض الدول العربية وخصوصا الدول الخليجية هي من تريد أن تشعل حربا ضد إيران،
والطريف أن الإيرانيين يتحدثون إلى الدول الخليجية بلهجة أقل توترا،
وهذه السياسة العربية أدت إلى انضمام لبنان وسوريا واليمن والعراق إلى المعسكر الإيراني،
ولو استمرت هذه السياسة العربية على هذا الأسلوب أدت إلى كوارث بشرية كبرى في الشرق الأوسط وحروب مدمرة في المنطقة كلها.