دور البيئة الطبيعية في دعم التكامل بدول حوض النيل
دور البيئة الطبيعية في دعم التكامل بدول حوض النيل
يقع حوض نهر النيل في الركن الشمالي الشرقي من قارة أفريقيا، وتقدر مساحة حوضه بحوالى 3,1 مليون كم2 طبقاً للمرئيات الفضائية الحديثة، أو ما يعادل 10% من مساحة أفريقيا تقريباً. ويشترك في حوضه 11 دولة هم مصر والسودان وجنوب السودان وإثيوبيا وإريتريا وأوغندا وكينيا وتنزانيا ورواندا وبوروندي والكونغو الديمقراطية.
ورغم أن دول الحوض تعاني في معظمها من مشكلات اقتصادية واجتماعية نتيجة العجز الواضح في الغذاء والمياه الصالحة للشرب إلا أن هذه الدول تتمتع بتنوع كبير في مواردها الطبيعية التي يمكن أن تستغل استغلالاً أمثل في التكامل بين هذه الدول ومن ثم حل كثير من المشكلات التي تعانيها، فالتركيب الجيولوجي للحوض جعل من بعض الدول مصدراً للطاقة الحفرية كالبترول والغاز الطبيعي وجعل الأخرى مصدراً لمعادن فلزية ثمينة كالذهب وغيره.
وتتباين الأقاليم المناخية من الإقليم الإستوائى جنوباً إلى الإقليم الصحراوي فى الشمال وتقع الأجزاء الغربية من هضبة البحيرات الاستوائية ضمن الإقليم المدارى المطير Af وهو ممطر طول العام وتتراوح كمية الأمطار الساقطة سنوياً بين 1200 و1800 ملم، يسقط منها حوالى 40% منها في الفترة بين شهرى مارس ومايو. ويسود الإقليم المداري ذو المطر الصيفي Aw أو ما يطلق عليه مناخ السافانا معظم أراضى الهضبة الاستوائية حيث لا تقل درجة حرارة هذا الإقليم عن 18°م، ويعتمد في مطره علي جبهة الالتقاء المدارية ومركزها عند خط الاستواء. ومع التقاء التيارات الشمالية والجنوبية وارتفاع الهواء مع التسخين يسقط المطر تصاعديا. وهذا يسهم في تنوع المحاصيل الزراعية وزيادة إنتاجيتها وكذلك الحال بالنسبة للثروة الرعوية وانتشار المراعي.
وتشير كافة المعطيات السابقة، إلى جانب توفر القوى البشرية المدربة في مصر والعديد من دول حوض النيل، إلى دور كبير للبيئة الطبيعية في دعم التكامل بين هذه الدول من النواحي الاقتصادية المختلفة (قطاعات الزراعة والصناعة والتعدين والسياحة بشكل خاص) بما يعزز في النهاية المصالح المشتركة لدول حوض النيل وشعوبها.
أ.د. عطيه محمود الطنطاوي
أستاذ الجغرافيا الطبيعية ومدير مركز دراسات حوض النيل