ثنائية اللغة والتثاقف وتأثيرهما على الهوية في إفريقيا دول الساحل الإفريقي أنموذجا
تتميز القارة الإفريقية بتنوعها الثقافي و ألاثني و العقائدي مما جعلها تتمايز عن غيرها من الدول بل حتى التمايز يتكرس داخل الدولة في حد ذاتها، هذا التنوع الموروث من طبيعة البيئة الإفريقية من جهة وكذا التنوع الإرث الاستعماري من جهة أخري دفع إلي خلق هذا التنوع و التعدد.
التنوع ألاثني أعطى تعددا في اللغات داخل إفريقيا هذا الأخير الذي انعكس بالسلب في الكثير من الأحيان على مسالة تكوين الهوية داخل الدولة الإفريقية بل امتد بذلك إلي وقوع صراعات أثنية و عرقية داخل هذه الدول نتيجة للتنوع ألاثني و العرقي التي تعد اللغة احد أهم ميزاتها و خصائصها.
و لا يقتصر الأمر على هذه الجزئية بل يمتد أيضا إلي التثاقف كمتغير جديد برز بعد نهاية الحرب الباردة مع تزايد درجات الانكشافية مما خلق توجها فكريا اثر على الهوية و على تماسك المجتمعات الإفريقية بشكل كبير من خلال بروز موجات الهجرة غير الشرعية و استنزاف القدرات الأساسية في إفريقيا.
و لهذا سنركز في هذه الورقة البحثية على البحث عن تأثير اللغة و التثاقف في بناء الهوية داخل المجتمعات الإفريقية خاصة دول الساحل الإفريقي من خلال البحث العلاقة الترابطية بينهما .
أ.فؤاد جدو[1]
[1] استاذ مساعد بقسم العلوم السياسية بجامعة محمد خيضر بسكرة – الجزائر