اللغة العربية والهوية فى ضوء الخطاب الإعلامى المعاصر

  اللغة العربية والهوية فى ضوء الخطاب الإعلامى المعاصر

     تُعَدُّ اللغة من أهم مقومات الأمة، وصرح هويتها، حيث تعبر عن الواقع الذى تعيشه من حيث القوة أو الضعف، فحين تكون الأمة قوية تزداد لغتها قوة وانتشارًا، وإذا ضعفت زادت لغتها ضعة وانحسارًا، ولما كان الإعلام من أهم الوسائل التى تلعب دورًا فعالاً ومؤثرًا فى نشر اللغة، ذلك أن اللغة عصب الإعلام ووسيلته الأولى التى يخاطب بها البشرية جميعها فى ظل سماء مفتوحة، ولذا صار الإعلام أهم أدوات العولمة .

          تنحصر مشكلة الدراسة فى عجز وسائل الإعلام عن القيام بدورها فى المحافظة على الهوية ونشر اللغة العربية الفصيحة، إذ يقتضى ذلك تكاتف الجهود والعمل نحو بناء تصورات علمية وفكرية وتربوية يمكنها أن تسهم فى محاصرة هذه المشكلات والتغلب عليها.

اللغة العربية والهوية فى ضوء الخطاب الإعلامى المعاصر
اللغة العربية والهوية فى ضوء الخطاب الإعلامى المعاصر

   تأتى أهمية هذه الدراسة من كونها  تبحث دور الإعلام فى المحافظة على هوية الأمة، من خلال الالتزام باللغة الفصيحة؛ لأنها الركيزة الأساسية فى وحدة الأمة ورسوخ هويتها.

     اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفى التحليلى الذى يهدف إلى تحديد الظاهرة وتشخيصها ومتابعة أبعادها المختلفة، فى ضوء المعطيات الإعلامية المتاحة، وقراءتها وتحليلها، وإمكانية الوصول إلى عدة محاور تتعلق بالتحديات التى تعوق دور الإعلام فى المحافظة على العربية وانتشارها.

      وقد جاءت الدراسة فى مقدمة وتمهيد وفصلين:

الفصل الأول يتناول: التحديات التى تواجه اللغة العربية، وهى تحديات داخلية وأخرى خارجية، فالداخلية تتمثل فى: مشكلات التعليم عبر مراحله المختلفة، كالقصور فى القائمين على تعليمها، والتعليم بغير العربية. أما التحديات الخارجية فتتمثل فى: الحرب على العربية، والدعوة إلى العامية.

وتناول الفصل الثانى: دور الإعلام فى المحافظة على الهوية العربية فى ظل مقوماتها وخصائصها.

        وذُيِّلت الدراسة بخاتمة خلصت إلى أن التراجع الذى تشهده العربية فى وسائل الإعلام يستوجب التصدى له بكل حزم، لأن اللغة عصب الأمة، وإذا ضعف العصب خارت قوى الأمة فهوت، وقد رأت الدراسة أن الارتقاء بوسائل الإعلام يبدأ بحسن انتقاء الكوادر الإعلامية وضرورة إعدادها الإعداد الجيد، وهذا بدوره يقع على كاهل المسئولين فى المؤسسات التعليمية على كافة مستوياتها ومراحلها الدراسية، مع ملاحظة أن اللغة العربية لغة سلسة قوية لا تشيخ ولا تضعف، وأن الظروف أمامها مواتية لتكون اللغة العالمية، وذلك لأنها ضرورة حاجية لكل مسلم فى العالم، بالإضافة إلى أنها لغة غنية بمادتها.

    د. أحمد إسماعيل عبد الكريم

 

المناظر الصخرية بديلاً للغة المكتوبة في أفريقيا

قد يعجبك ايضا
اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد