اللغة الأمهرية ومكانتها في ظل السياسات اللغوية الإثيوبية
اللغة الأمهرية ومكانتها في ظل السياسات اللغوية الإثيوبية
تتسم دولة إثيوبيا بالتعدد اللغوي؛ حيث تضم عدداً كبيراً من اللغات المحلية يتراوح ما بين 70- 80 لغة تتوزع على فصائل وأسر لغوية مختلفة. وتتباين هذه اللغات من حيث مكانتها وأهميتها وانتشارها وعدد متحدثيها. كما تضم إثيوبيا أيضا بعض اللغات الأجنبية التي تتمتع بمكانة رفيعة وتحظى باستخدامات هامة.
وقد شهدت إثيوبيا عبر مراحل تاريخها الحديث والمعاصر تطبيق عدد من السياسات اللغوية التي أثرت على تركيبتها الثقافية واللغوية، وشكلت مشهداً لغوياً مميزاً تتباين فيه مكانة واستخدامات اللغات المشكلة لذلك المشهد.
وتتمتع اللغة الأمهرية بأهمية كبيرة ومكانة متميزة في إثيوبيا. وقد نالت الأمهرية هذه الأهمية واكتبست هذه المكانة لأسباب عدة منها عدد متحدثيها كلغة أم، بالإضافة إلى استخدامها لغة ثانية لقطاع عريض من الإثيوبيين، حيث تعتبر الأمهرية لغة التعامل المشتركLingua franca الأولى بين سكان إثيوبيا. كذلك تكتسب الأمهرية أهميتها بسبب استخداماتها الواسعة في إثيوبيا سواء على المستوى الرسمي أو التعليمي أو الإعلامي.
وتهدف هذه الدراسة إلى إلقاء الضوء على مكانة الأمهرية واستخداماتها المختلفة في ظل السياسات اللغوية التي شهدتها إثيوبيا عبر تاريخها الحديث والمعاصر، وذلك بداية من منتصف القرن التاسع عشر خلال العصر الإمبراطوري، مرواراً بفترة الاحتلال الإيطالي (1935-1941)، فمرحلة الاستقلال وعودة الإمبراطور هيلاسيلاسي للحكم (1941-1974)، ثم مرحلة ثورة 1974 التي أتت بنظام منجستو هيلا ماريام ذو التوجه الماركسي، ووصولاً إلى النظام الحالي الذي أطاح بنظام منجستو وحمل ميليس زيناوي إلى سدة الحكم في عام1991. كما تهدف الدراسة لبيان مكانة واستخدامات اللغة الأمهرية في إثيوبيا في الوقت الراهن.
وتبدأ الدراسة بتمهيد مختصر عن التعدد اللغوي في إثيوبيا، وتثني بالحديث عن السياسات اللغوية المتعاقبة في إثيوبيا مع بيان مكانة الأمهرية واستخداماتها وتأثرها بكل منها، ومن ثم تنتقل لتعرض لنا مكانة الأمهرية والوضع الحالي وأهم استخداماتها في إثيوبيا، وتختتم الدراسة ببعض الملاحظات الختامية حول موضوع الدراسة.
د. عمر السيد عبد الفتاح[1]
[1] أستاذ مساعد بقسم اللغات ،معهد البحوث والدراسات الإفريقية