اللغات العابرة للحدود وثقافة السلام في غرب أفريقيا اللغة الفولانية نموذجا
تعتبر اللغات الأفريقية، بإختلاف عدد المتحدثين بها وتنوعها، من ثروات شعوب القارة، ولها أهميتها في كل المستويات والمجالات. ومازالت هذه اللغات مجالا خصبا للدراسة والبحث من مختلف النواحي، وتتفاوت هذه اللغات وتختلف من حيث أسرها اللغوية ورقعتها الجغرافية، وتطورها من حيث الكتابة وتدوين آدابها. وتناول الباحث معظم اللغات في غرب أفريقيا جملة، وحدد إطار الدراسة في اللغات العابرة للحدود في المنطقة المقصودة “غرب أفريقيا” وهى أكبر اللغات الثلاثة: الفولانية؛ والهوسا؛ والماندنكو، وما تضمنته من ثقافة السلام.
واختيار الباحث اللغة الفولانية كنموذج يرجع إلى أنه يعرفها أكثر من غيرها، كما بين الباحث معالم ثقافة السلام في هذه اللغات، حيث أنها تبرز في ثلاثة عناصر أساسية تتمثل في: 1- denɗiraagal (دينطيراغل) وهى ثقافة ترسخ المودة والألفة بين الناس، وتمنع التنازع وتنزع فتيل أى توتر، ويتربى الفرد على هذه الثقافة ويعيشها على ثلاثة مستويات: مستوى الأسرة الواحدة؛ والمستوى العشائري؛ والمستوى الشعوبي أو القبلي. وتنبثق من هذه الثقافة تفريعات عملية ترسخها في المجتمع الغرب أفريقي. 2- والعنصر الثاني يتمثل في “Pulaagu بولاغو” الذي يجسد الثقافة الفولانية التي تتضمن قيما محددة يعتبرها الفولانيون، في كل مجتمعاتهم من الغرب إلى الشرق الأفريقي، مذهبا أو عقيدة يجب على كل فولاني حر أن يتخلق بها. رغم أن تلك القيم مشتركة بين البشر إلا أنها توطنت في الانسان الفولاني ومجتمعه حتى إعتقد أنها طبع خاص به 3- العنصر الثالث يتمثل في الأمثال والحكم التي ترشد الفرد وتوجه المجتمع نحو التعايش السلمي وحسن الجوار.
د/ عـبده بـاه[1]
[1] قسم اللغات، كلية الدراسات الإفريقية العليا، جامعة القاهرة
الصوامت في اللغتين الصومالية والفولانية دراسة تقابلية