العلاقات بين العرب وسكان مملكة علوة في القرن العاشر الهجري
العلاقات بين العرب وسكان مملكة علوة في القرن العاشر الهجري ودورها في نشر العروبة في حوض النيل الأوسط
ترصد هذه الورقةُ تطور العلاقة بين الجماعات والبطون العربية التي استقرت في بلاد النوبة العليا، والتي تُعرف حسب ما ورد في المصادر التاريخية باسم “مملكة عُلوة” المسيحية Kingdom of Alodia، وأثر هذه العلاقـة. وتركز الـورقة على تطور العلاقة بين الطرفين، وتحديدا خلال حقبة القرن العاشر الهجري/السادس عشر الميلادي، ومن ثم محاولة ابراز دور الجماعات العربية في حركة تعريب بلاد النوبة العليا، ونشر الإسلام هناك. وتعد قبيلتا جُهينة وربيعة من أهم الجماعات العربية التي استقرت في بلاد النوبة، وتركت هاتان القبيلتان العربيتان أثراً حضارياً كبيراً في مناطق حوض النيل الأوسط. وحسب المصادر، فإن زعماء العرب تمكنوا من التقرب من ملوك عُلوة المعروفين باسم “العُنج” بفضل علاقـات المصاهرة والتزواج مع زعماء هذه البلاد، وهو ما ساعد العرب على ارتقاء عرش هذه المملكة النوبية المسيحية، وذلك بفضل نظام الحكم الذائع في هذه البلاد، وهو المعروف باسم “نظام الأم” حيث ينتقل العرش بحسب هذا النظام من الملك المتوفى إلى “ابن الأخت”، أو “ابن البنت”، وليس إلى ابن الملك الأكبر حسب ما هو معمول به في نظم الحكم الملكية.
وعلى هذا لعبت الجماعات العربية دورا مهما في تحول بلاد النوبة العليا خلال القرن 10هـ/16م الى الإسلام، بعد أن ظلت هذه البلاد تَدين بالمسيحية منذ القرون الأولى للميلاد. وبفضل الوجود العربي في مملكة عُلوة تغيرت الكثير من العادات والتقاليد في هذه البلاد، وصار أكثرها يتوافق مع مبادىء الـدين الإسلامي، ومن ثم اندثرت أيضا الكثير من العادات والطقوس المسيحية، وكذلك العادات الـوثنية التي لم تكن تتوافق مع الدين الإسلامي، كما ظلت في ذات الوقت بعض العادات الأخرى القديمة يمارسها سكان هذه البلاد حتى بعد أن تحولوا إلى الإسلام. وسوف تتناول الورقة هذا الموضوع من خلال المحاور التالية:
أولاً:مملكة علوة (سكانها ونبذة تاريخية).
ثانياً:هجرة العرب إلى مملكة علوة قبل القرن العاشر الهجري.
ثالثاً: العرب واستقرارهم في مملكة علوة في القرن العاشر الهجري.
رابعاً: انتقال الحكم إلى العرب في مملكة علوة.
خامساً: مظاهر العلاقات بين العرب وسكان علوة.
سادساً: التأثيرات العربية في بلاد النوبة العليا خلال القرن العاشر الهجري.
د. إسماعيل حامد إسماعيل علي
باحث في الدراسات الإفريقية – جامعة القاهره