الدور السياسي و الدينى للمطارنة المصريين فى التاريخ الإثيوبي
(1635-1699م)
الملخص:
يُجمع الباحث ونعلى أن دخول المسيحية إلى إثيوبيا كان منذ القرن الرابع الميلادى، فى عهد الملك عيزانا، ثم وضِعت اللبنة الأولى لتأسيس الكنيسة الإثيوبية وأول جالية مسيحية بفضل فرومنتيوس، الذى توجه إلىبطريرك الكنيسة المصرية إثناسيوسالرسولىليطلب مطران مصرى ليرأس الكنيسة الإثيوبية الناشئة، فلم يجد البطريرك أفضل من فرومنتيوس ليشغل هذا المنصب، فقام بترسيمه مطراناً على رأس الكنيسة الإثيوبية، وحمل بعد رسامته اسم ” አበ፡ሰለማ፡ከሣቲ፡ብርሃን” وتعنى “الأب سلامة كاشف النور”.
من هنا بدأت العلاقة بين الكنيستين المصرية والإثيوبية، وأصبح من التقاليد السارية حتى وقت قريب، أن يكون رأس الكنيسة الإثيوبية من المطارنة المصريين، وكان وصول المطران الجديدإلى إثيوبيا حدث جلل وعظيم، يهتم به الحاكم والشعب الإثيوبي، فالمطران المصرى لم يكن الرئيس الروحى للكنيسة الإثيوبية الأرثوذكسية وحسب، بل كان له دور سياسي مهمفى التاريخ الإثيوبي.
لذلك فإن هذه الورقة البحثية تهدف إلى دراسةدور المطارنة المصريين خلال الفترة (1635-1699م)،و الوقوف على ما قدموه سياسياً ودينياً في تاريخ إثيوبيا ،وفقا لما تناولته النصوص المكتوبة باللغة الجعزية من حوليات ملكية ونصوص أخرى،وقدتولى رئاسة الكنيسة الإثيوبية خلال هذه الفترة أربعة مطارنة مصريين، هم:الأب ماركوس الثالث ، الأب ميكائيل الرابع، الأب كرستدلوالثانى، والأب شنودة، وسوف يتناول البحث الدور السياسي والدينى الذى قام به كل مطران علي حده، كما تهدف الدراسة إلى رصد تأثير تلك الأدوار علي مسيرة التاريخ الإثيوبي في تلك الفترة الزمنية و انعكاس ما قدموه على المجتمع الإثيوبي.
د. هبه يسرى أبو الوفا
مدرس اللغة الحبشية وآدابها قسم اللغات الشرقية
كلية الآداب – جامعة المنصورة