الخليفة العباسي المهدي و علي بن حمزة الكسائي في طرفة لغوية
الخليفة العباسي المهدي و علي بن حمزة الكسائي في طرفة لغوية
كان هناك مؤدب عند الخليفة العباسي المهدي يؤدب ابنه هارون الرشيد فدعاه يوماً المهدي ذلك المؤدب وهو يستاك فقال: كيف تأمر من السواك قال: استك يا أمير المؤمنين فقال المهدي: إنا لله ثم قال: التمسوا من هو أفهم من هذا قالوا: رجل يقال له علي بن حمزة الكسائي من أهل الكوفة قدم من البادية قريباً – والكسائي هذا أحد كبار نحاة الكوفة- فلما قدم على الرشيد قال له: يا علي قال: لبيك يا أمير المؤمنين قال: كيف تأمر من السواك قال: سُك يا أمير المؤمنين قال: أحسنت وأصبت.
ذلك أن استك الذي هو فعل أمر من استاك يستاك على وزن افتعل يفتعل يلتبس بـ استك الذي هو اسم مضاف إلى ضمير المخاطب والمعنى يكون مؤخرتك، لذا لم يرض بهذا المؤدب واستدعى آخر الذي صاغ من الثلاثي مباشرة تجنبا للالتباس، وهذا يدل على فهم الكسائي لأغوار اللغة العربية.