Site icon Daruur درور

التعاون المائي بين مصر والسودان مشروع قناة جونقلي نموذجاً

التعاون المائي بين مصر والسودان مشروع قناة جونقلي نموذجاً

تتميز العلاقات التنموية بين مصر والسودان بأنها علاقات خاصة ومميزة، ولا سيما العلاقات الخاصة بالمشروعات المائية بين البلدين، ويعد مشروع جونجلي من مشروعات التعاون المائي الرائدة بين مصر والسودان، وهذا المشروع له أهميته علي حركة التنمية في كل من جنوب وشمال وادي النيل.

وفكره مشروع قناة جونقلي تقليل فاقد نهر النيل، لأهميتها للسكان ولاحتياجات الزراعة.

التعاون المائي بين مصر والسودان
التعاون المائي بين مصر والسودان

ومن هنا جاءت اهمية هذه الورقة لدراسة موضوع التعاون المائي واهميته بالنسبة لمصر والسودان، ومن ثم تحاول الورقة إبراز أهمية تنفيذ قناة جونقلي كمشروع تنموي يمكن أن يساهم تنفيذه في دعم مشروعات التنمية الزراعية وتحقيق الأمن الغذائي وإن التعاون بين البلدين سوف تزيد من إمكانية استغلال المياة في التنمية الاقتصادية.

وقد اختلفت الآراء حول نقطة بداية التفكير في هذا المشروع، فهناك من ير أنها ترجع إلي عام 1898، وهناك آخرون يرون ان البداية كانت في عام 1904 وآخرون يرون أنها عام 1908، علي أي حال ففي عام 1933 تقدمت الحكومة المصرية باقتراح تضمن استغلال المنطقة عن طريق التخزين في البحيرات.

وفي عام 1938 قدم مشروع إلي الحكومة السودانية، يتضمن اقتراحا بإنشاء تحويلة تبدأ من قرية جونقلي، وتتجه مباشرة إلي النيل الأبيض، وذلك بعد دراسة المشروع، وقد أرسلت الحكومة السودانية بعثة لدراسة تنفيذ مشروع الخط، ودراسة تأثيره علي الأحوال المعيشية لسكان المنطقة ونواحيها المختلفة وقدمت البعثة تقريرها في عام 1946 وأوصت بتعديل المسار الي خط بين جونقلي ومصب السوباط مباشرة والاستغناء عن استعمال جزء من بحر الزراف، ووافق المهندسون المصريون وقدموا المشروع الجديد الي حكومة السودان في عام 1948.

وأما عن مراحل المشروع، فقد تضمن المشروع مرحلتين، الأولي تقتضي حفر قناة طولها 280 كيلومترا، أما المرحلة الثانية فإنها تعتمد علي مشروعات التخزين والتحكم بالمياه، والتي من المقرر تنفيذها في منطقة البحيرات الاستوائية في المستقبل.

وقد تقدمت مجموعة شركات فرنسية بعروض لتنفيذ المشروع، ووافق الهيئة الفنية المشتركة لمياه النيل علي العرض الفرنسي، وسددت الدولتين حصتيهما من التكاليف، كما تم توقيع عقد مع شركة ايروكوفلست الهولندية، لعمل الدراسات والتصاميم اللازمة للأعمال الصناعية بتكلفة بلغت مليون جنية.

وقد وصلت المعدات الفرنسية لموقع العمل، وكان من المقدر أن يستغرق هذا المشروع خمس سنوات، حتي يكون له عائد مباشر يسهم في الاقتصاد السوداني.

وكان يقطن منطقة المشروع ثلاث مجموعات قبلية رئيسية وهي مجموعة الشلك شمال ملكال، ومجموعة الشلك في منطقة السوباط، ومجموعة الدينكا والنوبر في المناطق المرتفعة.

وتتمثل الاثار الاقتصادية والاجتماعية للمشروع في تطوير الإنتاج الزراعي، وتغيير حرف بعض السكان من الرعي الي الزراعة، وإنتاج بعض المحاصيل الغذائية النقدية التي تصدر للخارج وبالتالي توفير عملة أجنبية، ويتضمن أيضا تطوير انتاج الثروة الحيوانية، وتوفير انتاج المواد الأولية اللازمة للصناعة، وتوفير المرافق الأساسية والخدمات اللازمة لسكان المنطقة، وتوفير المواصلات وتطوير مصايد الأسماك.

علي أي حال فقد لاقي الموضوع معارضة من بعض الدوائر التي لا تريد للتكامل الاقتصادي بين البلدين أن يتم في هذا المشروع، وقد تم تنفيذ الجزء الأكبر منه حيث تم حفر 260 كيلومتراً بواسطة الشركة الفرنسية، لكن توقف المشروع عند قرية الكونقر نتيجة نشوب الحرب عام 1983 بين الحركة الشعبية بقيادة قرنق والحكومة المركزي

ونستعرض الموضوع في عدد من العناصر:

أ. نهلة  يس حسن محمد

باحثة دكتوراه في التاريخ الحديث

كلية الآداب-جامعة اسوان

 

التعاون المصري الأفريقي دراسة حالة رؤية مستقبلية عن العلاقات السودانية المصرية

Exit mobile version