Site icon Daruur درور

التطور التاريخي للهوية الثقافية للأشولي وأثره على الانماج الوطني في أوغندا

التطور التاريخي للهوية الثقافية للأشولي وأثره على الانماج الوطني في أوغندا

تتناول هذه الورقة التطور التاريخي للهوية السياسية للأشولي في دولة من دول حوض النيل وهي أوغندا، مع الأخذ في الاعتبار أهمية حقيقة انتشار قبيلة الأشولي في بعض الدول المجاورة لأوغندا وخاصة جنوب السودان وكإثيوبيا، وما يعنيه ذلك من تشابك وتأثيرات هوية الأشولي الثقافية خارج الحدود السياسية لأوغندا. وتعتبر قبيلة الأشولي من أكثر قبائل أوغندا تميزا في تحقق تطور الهوية الثقافية في هذه الدولة بسبب عدة عوامل منها مرورها بعملية تحول سياسي امتدت من العهد الاستعماري البريطاني الذي عمد إلى تقسيم أوغندا إلى جزئين شمالي وجنوبي وركز أنشطته الاقتصادية في الجنوب واستغل الشمال في استقدام القوى العاملة للعمل في الجنوب، والهجرة من الشمال إلى الجنوب، وهو ما يعني اكتساب الأشولي خبرات كبيرة على المستوى الوطني الأوغندي بالاحتكاك مع هويات إثنية وسياسية أخرى، وكذلك عمليات المشاركة في التجارب والتقاليد.

التطور التاريخي للهوية الثقافية للأشولي وأثره على الانماج الوطني في أوغندا
التطور التاريخي للهوية الثقافية للأشولي وأثره على الانماج الوطني في أوغندا

    وتحاول الورقة تناول محددات الهوية الثقافية لقبيلة الأشولي من حيث الموقع واللغة والخبرات التاريخية المتعاقبة. وتعتمد الورقة رؤية أن الإثنية مفهوم عام يتناول هوية الجماعة والفرد. وأن أعضاء جماعة إثنية ما يوقنون بأنهم يتشاركون في أصل واحد قائم على أبنية ثقافية أو تاريخية وليس أصلا بيولوجيا. وغالبا ما يكون أفراد هذه الجماعة الإثنية يتحدثون لغة مشتركة بالرغم من أن هذه اللغة قد لا تختلف عن اللغة المستخدمة لدى المجموعات الإثنية الأخرى في المنطقة.

           ويكتسب تناول الهوية بشكل عام والهوية الثقافية على نحو خاص –في رأي الكثير من الباحثين- أهمية كبيرة عند تناول قضايا الإثنية والاندماج الوطني في الدول الأفريقية المختلفة ومن بينها أوغندا. كما أن تناول الهوية الثقافية لدى الأشولي تكتسب على نحو مميز أهمية كبيرة بسبب أن عملية تطور هذه الهوية لم يكن أمرا قاصرا على إسهام النخبة القائمة في هذه القبيلة، بل إن الأفراد العاديون، ومعظمهم من العمالة المهاجرة، هم الذين كان لهم الدور الأكبر في تشكيل سمات تطور هذه الهوية الثقافية لقبيلتهم.

          كما تحاول الورقة إبراز أثر هذا التطور في الهوية الثقافية للأشولي على قضايا الاندماج الوطني في أوغندا وصولا إلى الوقت الراهن.

د/ محمد عبد الكريم أحمد[1]

[1] باحث في الشئون الأفريقية  – معهد البحوث والدراسات الأفريقية- جامعة القاهرة

 

المناظر الصخرية بديلاً للغة المكتوبة في أفريقيا

Exit mobile version