الازدواجية اللغوية ومخاطرها على اللغة العربية وعلى الهوية والتواصل في البلدان الإفريقية الجزائر أنموذجا
تتدخل اللغة والثقافة في عملية التنشئة الاجتماعية للفرد باعتبارهما ضابطين أو قانونين يأتيان لتأطير الفرد ومنحه في المقابل هوية تُدْرَكُ بعبارات التماهي مع الوسط الذي يَقبل هذا الفرد لغته واستعمالاتها؛ فاللغة هي القانون الأول الذي يفرض نفسه على كل فرد خلال عملية التنشئة الاجتماعية؛ وبما أن العصر الذي نعيشه هو عصر الانفجار المعلوماتي والتقدم التقني الهائل في سهولة وسرعة الحصول على المعلومات، وحيث أن هذه المعلومات قد صيغت في الغالب بلغة أجنبية سارعت الكثير من الدول لتعليم أبنائها لغة أجنبية واحدة على الأقل في مراحلهم الدراسية المبكرة على الرغم مما يشكله هذا من مخاطر على الهوية الثقافية الأولى وعلى استيعاب اللغة العربية، وإذا كانت اللغة العربية في ظل الحضارة الإسلامية قد عرفت ازدهارا كبيرا حيث وصلت إلى العالمية؛
إذ كانت الشعوب تتهافت عليها للتزود بالعلوم والفنون
وأسباب الرقي، فإنها في الوقت الراهن تعيش تدهورا على مستويات كثيرة، لا سيما في ظل المتغيرات الدولية الجديدة أو ما أصطلح على تسميته “بعصر العولمة” الذي باتت فيه هويات الشعوب الثقافية، لاسيما الهوية اللغوية مهددة بالتراجع إن لم نقل بالزوال والاندثار، وعلى هذا سوف تبحث هذه المداخلة في الازدواجية اللغوية التي تتم عن طريق تعلم اللغات الأجنبية في المراحل المبكرة؛ وأخطاره على اللغة العربية، وعلى التنشئة الثقافية واللغوية للفرد خاصة في البلدان الافريقية التي عرصت للاستعمار ومنها الجزائر، مع بيان بعض الحلول لذلك.
طارق ثابت[1]
[1] أستاذ محاضر جامعة باتنة – الجزائر
thabettarek@hotmail.com
اللغة الأمهرية ومكانتها في ظل السياسات اللغوية الإثيوبية