الأكلات الصومالية بقلم الباحثة أسماء عبدالله عبدالعظيم
الأكلات الصومالية بقلم الباحثة أسماء عبدالله عبدالعظيم
مقدمة :
قد يراود القارئ فى الوهلة الأولى عند قراءة عنوان البحث ابتسامات متلاحقة حتى يصل الى متن الموضوع ، وقد يسأل نفسه من أى الجوانب سوف يتم تناول هذا الموضوع الذى يستحق البحث …
عزيرى القارئ ..عندما تتحدث عن بلد مثل الصومال وتتناول أيا من جوانبها يجب أن تنحنى احتراما لهذا البلد ، الذى حرص على مواجهة التحديات وفى ظل الظروف والأزمات التى عانى منها ، خرج منه علماء أجلاء لهم ثقل ليس فى المجتمعات العربية فحسب بل وفى المجتمعات العالمية .
ولعل هذا هو أحد الأسباب التى جعلتنى اهتم بموضوع “الأكلات الصومالية “؛ لذا وجد الباحث اشكالية استحقت الوقوف عليها ..فالبرغم من فخامة المطبخ الصومالى من أكلات تتسم بطابعها البدوى وبمذاقها الغنى والمختلف ، والذى يتسم ككل المطابخ الإسلامية فى مجتمعنا العربى بتقديم الطعام وفقا للشعائر الدينية الإسلامية .
حيث لا يحتوى على دهن أو لحم الخنزيرولا يستخدم الخمور فى مذاقاته ، إلا أنه يفقتر”للطهاة الصوماليون” على الساحة ليقدموا تلك الأكلات التى تستحق الوصول للعالمية مع تطويرها بما يتسق مع المطاعم العالمية.
ينقسم هذا البحث الى ثلاث مباحث:
المبحث الاول : أشهر الأكلات فى المطبخ الصومالى.
المبحث الثانى : مطابخ تتشابه مع المطبخ الصوالى مما يجد سهولة فى الوصول إلى قائمة الطعام العالمية.
المبحث الثالث: أفكار يقدمها الباحث حول كيفية دخول المطبخ الصومالى المنافسة العالمية مع عرض الأدوات التى يجب أن يعتمد عليها .
المبحث الأول :
لمن لا يعرف – يعتبر المطبخ الصومالى من أشهى وأغنى المطابخ فى القارة الأفريقية مما يؤهله بتوابله المميزة وتفاصيل طهيه أن ينافس إلى العالمية ؛ خاصة أنه يستخدم بهارات تميزه كالمطبخ العربى والمكسيكى والهندى حيث أن استخدامه للبهارات ليس عبثا بل بتكنيك فريد ويعتبره اداة رئيسية للوصول إلى المذاق المطلوب.
بالإضافة الى ذلك أنه يعتمد فى مطبخه على مكونين لا يختلف عليه الكثير فى العالم وهما الأرز والمكرونة ويتفنن فى طهيهما بجدارة .
ومن أشهر الأكلات فى الصومال “العنجيلو” وهو احد اهم انواع الشطائر الصومالية وألذها على الإطلاق وسوف نشير اليها بتفاصيل فى المبحث الثانى ، ناهيك عن أكلة “العامبولو”وهى أحد الاكلات الشعبية المتوارثة وتستغرق وقتا طويلا رغم بساطتها وتتكون من حبوب الفاصوليا الأزوكى والزبد والسكر والأرز ، وهناك سيدات تحب أن تضع لمستها الخاصة على اطباقها فتضيف اليها الطماطم بعد شويها ، وقد تستغرق تلك الوجبة البسيطة والتى تتمتع بالبروتينات والمعادن الهامة للجسم مدة طويلة قد تصل الى خمس ساعات مع تقليبها من آن لأخر وإضافة التوابل تدريجيا طوال فترة طبخه، أو توضع التوابل فى البداية اذاعلى حسب المذاق الطلوب .
وكما أوضحنا ان المطبخ الصومالى يتميز بطهيه الأرز والمكرونة بل ينافس دول أوربية بنكهاته اللذيذة الشهية ، نذكر منه الأرز باللحم والدجاج ،والأرز الأبيض بالايدام وبريس السمك ذو الطعم الغنى بلا منافس بتتبيلة السمك الغنية فهو طبق بلا منازع ويرشحه الباحث على طاولة المطابخ العالمية .
وأيضا المكرونات المختلفة ويتربع “طبق باستو باللحم الإيدام ” على عرش أطباق المكرونة الصومالى.
ولكن قد يفتقر المطبخ الصومالى أطباق المكرونة بالسى فود المميز ويرى الباحث أن توابلهم المميزة واسلوب الطهى قد يجعل من هذا الطبق طبقا ذو مذاق رائع لا يوصف .
أما أطباق المرق الصومالى فحدث ولا حرج فهناك المرق الصومالى “المرق “و المرق بالخضار “مرق ايو خوضارد”.
وطبق “المقمد” وهو عبارة عن قطع صغيرة من اللحم سواء كان لحم ابل او ماعز او لحم البقر الشهى ويسلق بتوابل خاصة ويشبه ال”باريز “ولكن الباريز يضاف اليه الأرز.
وفى الحلويات يحرص الصومالى على مذاق الفول السودانى والحليب واستخدام الفواكه الطبيعية والمكسرات فى الحلوى الخاصة به بالإضافة الى القوام الجيلاتينى فى استخدامه بعض الحلوى المميزة ، وكذا المخبوزات .
هناك العشرات بل المئات من الأكلات التى يستمتع بها الصومالى ولكن قد لا يفى البحث بعرضها ، الإ انها تستحق أم تحظى باهتمام أكثر من قبل الطهاة الصوماليين وإن كانت هذه إحدى الإشكاليات التى اهتم بها البحث.
المبحث الثانى:
لاحظ الباحث تشابه بعض الأكلات فى المطبخ الصومالى والمشروبات أيضا مع بعض المطابخ المجاورة فى العالم العربى بل و فى المطبخ الهندى.
اذ نجد على سبيل المثال “العنجيلو الصومالى ” هو أحد الأكلات الصومالية بل وأشهرها على المائدة الصومالية ويقدم بطرق مختلفة فيمكن أن يقدم جافا كما هو بجوار طبق الكبد او اللحم أو طريا ومحلى بالسكر كنوع من الحلويات ، ولا يخل مائدة منها خاصة على مائدة الإفطار فى شهر رمضان ومكوناته تشتمل على الطحين – او الدقيق كما يسمى فى مصر وبعض الدول العربية – والخميرة وماء وملح مع إمكانية اضافة بعض الذرة كمذاق اختيارى.
فنجد ان “العنجيلو” يتشابه كثيرا مع اكلة فى جنوب مصر وخاصة فى “النوبة” بما يسمى “عيش الدوكة أو “الأقراص” ولكن قد تستغنى عن الخميرة فى بعض القرى وفى قرى أخرى يتم عملها بدقيق الذرة بدلا من خلط الذرة مع الدقيق.
ونجد أيضا “الزربيان “الصومالى يتشابه مع الزربيان اليمنى والهندى أيضا والعدنى بل نجده احد الأكلات الرئيسية فى مطبخ المملكة العربية السعودية ’ ولكنه يتوج فى المطبخ الصومالى حيث يسمى ب”سلطان المائدة الصومالية “ويتميز بشكله البراق و استخدامه لتوابله الخلابة والمكسرات كالزبيب واللوز التى يجعله يتوج عن المطابخ الأخرى .
أما الكبسة الصومالى فنجدها تعلتى طاولة “الكبسات العربية “حيث انها تتميزبوجود الدجاج بدلا من اللحم فى المجتمعات العربية وتقديمها بلا صلصة فى كثير من الأحيان مع نكهة الثوم الغنية .
“السمبوسك” ـو “السمبوسة ” هى أحد أشهر الأكلات فى المجتمعات العربية ، وفى الصومال تحتل مساحة مهمة فى مائدة الإفطار الرمضانية وهى اكلة محبوبة شعبيا بالرغم من انها تستغرق وقتا طويلا وجهد إلا انهم يحرصون على طهيها فهى تتسم بتوازن فى مقادير الدقيق ’ وحشوتها الغنية بالخضروات الطازجة واللحم المفروم والتوابل اللذيذة .
بالإضافة الى “صبايد”أو “كمس ” وهو نوع من الفطائى يشبه ال”شاباتى ” او “الجاباتى “الهندى ، و”صرين “وهى أكلة معروفة قى الصونال وتشبه الهريسة العربية .
وفى الحلويات يعشق الشعب الصومالى “البسبوسة باللوز “المصرى وهى تتفق تماما مع البسبوسة المصرية ، و”الُبر ” وهى نفسها لقمة القاضى .
وفى المشروبات نجد ان الصومالى يميل إلى العصائر الطبيعية كالجريب فروت والبرتقال والتمر هندى والكركديه وهنا نجد تشابهه مع السودان ومصر فى تلك المشروبات الغنية التى تميز جنوب بمصر ، بل تزدهر زراعة الكركديه والتمر هندى ويتميزون فى تجفيفه.
هذا باإضافة إلى حبه الشديد الشاى الصومالى والذى يسمى “شاى عديس “وهو الشاى بالحليب ونجده أيضا يتفق فى ذلك مع سكان محافظة أسوان فى مصر وخاصة “النوبة “التى تعتبر الشاى بالحليب مشروبا رئيسا اذا لم تجعله مشروما رسميا .
المبحث الثالث:
يرى الباحث أن يقدم بعض الأفكار التى تجعل من المطبخ الصومالى منافسا على قائمة الطعام العالمية ، اذ نجد فى المطعم الصومالى كل المقومات التى تؤهله لذلك لذا نعرض مجموعة من المعوقات والتحديات والحلول للوصول الى هدف البحث وحل الإشكالية التى توصل إليها الباحث :
أولا المعوقات :
1.افتقار المجتمع الصومالى إلى قنوات تلفزيونية للطبخ وهذا يعود إلى تدنى الأوضاع الإقتصادية بسبب الأوضاع السياسية المتلاحقة بالصومال حتى وقت ليس ببعيد.
-
عدم اهتمام القناة التلفزيونية الرسمية ببرامج الطبخ .
-
عدم وجود محررين صحفيين يختصون بالطبخ والمطبخ وتطويره .
4.قلة مدارس الطبخ فى الصومال واذ لا نغفل دور مدرسة الطبخ التى ترأسها سيدة طموحة تدعى “زهرة احمد فى مقديشيو “.
-
رفض الرجال خوضهم تجربة فن الطهى لينافسوا الطهاة العالمين ، اذ يروا فى ذلك “قلبا للإدوار” ’ويذلك يفتقر سوق العمل الطهاة الصوماليون .
الحلول التى يقدمها الباحث:
-
يجب اعطاء مساحة للسيدات فى المجتمعات الصومالية بالانتشار فى وسائل الميديا والتواصل الإجتماعى لدعم تلك الأواصر المجتمعية فى المجتمعات المختلفة والتى قد تؤهله على المنافسة فى “عالم الطهاة “.
2.تشجيع الرجال على خوض التجربة التى تساعد فى تنمية المجتمعات الصومالية فى احد جوانبها .
3.اتاحة الفرصة فى البرامج التلفزيونية سواء فى مجتمع الصومال او عن طريق النازحين من الصوماليين فى المجتمعات العربية والغربية لنشر تلك الثقافات التى من شأنها زيادة الأواصر ولا نستهين بذلك ،اذ يعتبر البعض أن المطبخ الن احد الأدوات الهامة فى التعرف على ثقافات الدول.
4.ذلك المقترح قد يكون أحد اهم المقترحات التى يقدمها الباحث وهو العمل على اقامة مطعما افريقيا يضم كل النكهات الإفريقية وتتصدره الصومال ، ويسبقه معرضا ضخما للمأكولات الإفريقية بتعاون السفارات الإفريقية.
5.العمل على تطور الأطباق الصومالية خاصة أنه يتميز بصنع الباستا اذا يجعله ينافس المطبخ الصومالى سبيل المثال.
وبذلك يكون الباحث قد ساهم فى ايجاد بعض الحلول للمعوقات التى تواجه المطبخ الصومالى ووضع يده على جزء من الإشكالية التى تواجه المجتمع الصومالى فى مجال الطبخ.
———————————————-
بحث مقدم من الباحثة : أسماء عبدالله عبدالعظيم
ماجستير هوسا – قسم اللغات الافريقية
كلية الدراسات الإفريقية العليا– جامعة القاهرة .
الطعام الصومالي ممتاز واشهى