Site icon Daruur درور

إلى أين تعود جذور الحسد بين الزملاء في العمل

إلى أين تعود جذور الحسد بين الزملاء في العمل

عندما يحسدك أقرب الناس إليك

جذورالحسد بين الناس تعود إلى أول حاسد بعد إبليس اللعين وهو قابيل ابن آدم، ، فقصة قابيل وهابيل تطلعك على أمور هامة في حياتك، تصور أن الأرض كلها لأسرة واحدة ، ولا يوجد أسرة أخرى غير أسرة هابيل وقابيل وأبوهما يمتلك الأرض كلها إذ لا يوجد ملاك غيره ، ومع ذلك قتل قابيل أخاه هابيل.
استمع إلى هذه القصة من القرآن الكريم:
قال تعالى: وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ ۖ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27) لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ۖ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28) إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (29) فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (30) فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ ۚ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي ۖ فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ (31)

إنها قصة تلخص لك الحياة كلها، فهذه القصة لو أدركت حقيقتها فلن تأسف على شئ في هذه الحياة.

ربما تجد في الأقرباء أو الأصدقاء أو زملاء العمل من لا يحب لك الخير وأنت تحب له الخير كله، وتخلص له كل الإخلاص، وهو يكيد لك كل الكيد،ولا يوجد مبرر لذلك، فهذا حدث لكثير من الناس، وربما أنت منهم ، فلا تتعجب من هذا التصرف لدى الناس، فالتاريخ يعيد نفسه وهذه هي طبيعة الحياة في هذا الكون الفسيح.

جذورالحسد بين الزملاء في العمل تعود إلى قابيل
جذورالحسد بين الزملاء في العمل تعود إلى قابيل

هناك نفس بشرية تمثل نفس قابيل وأخرى تمثل نفس هابيل، فتجد أحدهم يستاء عندما أنت تنجح في أمر ما ، أو تحصل على شئ ما، ومع ذلك ربما يكون مثلك أو أحسن منك، لماذا يتصرف هذا الكائن بهذه الطريقة؟

إنها طريقة قديمة هي طريقة قابيل الذي لم يرض لأخيه هابيل أن يحصل على حق من حقوقه المشروعة وهي طريقة قابيل للتعبير عن الكراهية والانتقام، وأدى هذا إلى ارتكاب أكبر جريمة بعد الإشراك بالله تعالى وهي جريمة القتل، حيث أقدم قابيل على قتل هابيل؛ لأنه لم يرض له أن يحصل على حقه. ولذا استحق أن يحصل على لقب أول قاتل في الأرض ومن ثم له نصيب من قتل يحدث في الدنيا.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تقتل نفس ظلماً إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها لأنه كان أول من سن القتل” متفق عليه

فإذا تصرف أول أخ مع أخيه بهذا الشكل فماذا تنتظر من البشر في زمن قلت الموارد وازدحمت الأطماع وكثر الحسد وضاقت الدنيا بما رحبت.

ومن هنا تعرف السر لدى البشر في التنافس إلى إنتاج أفتك الأسلحة لتدمير بعضهم بعضا بينما لا يقدرون أن ينتجوا بدل الأسلحة مصانع لإنتاج ما ينفع البشر ويوفر فرص عمل للفقراء والمحرومين، فإنتاج هذه الأسلحة المدمرة أكثر كلفة من إنتاج أنشطة صناعية نافعة، ولو كان البشر كلهم كهابيل لزرعوا الورود ونشروا الحب ولم يكن بينهم كراهية ولا عنصرية، ولكنهم اختاروا طريق قابيل وجمعوا الأساطيل وقصف بعضهم بعضا بالبراميل.
هذا هو الإنسان الفاسد الذي لم يسلم من شره كل الكائنات.
وصدق الله رب العالمين إذا يقول عن هؤلاء الأنواع من البشر (قُل لَّوْ أَنتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَّأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنفَاقِ ۚ وَكَانَ الْإِنسَانُ قَتُورًا) (100))
فبسبب هؤلاء البشر احترق اليابس والأخضر، لا غرابة في ذلك فالدنيا معكوسة عادة ولا يوجد فيها راحة مطلقة، وحالها كما قال الشاعر :

طُبِعَتْ على كَدَرٍ وأنت تريدُها * صفواً من الأحزان والأكدار
و مُكَلفُ الأيام غَيْرَ طِبَاعِهَا * مُتطلبٌ فِي المـــاء جَذوةَ نار
وَإِذا رَجَوتَ المُستَحيل فَإِنَّما * تَبني الرَجاءَ عَلى شَفيرٍ هارِ
ليس الزمان وإن حرصت مسالما * خُلُقُ الزمان عداوة الأحرارِ

فإياك أن تكون حاسدا لأن الحسد يحرق القلب ويأكل الحسنات.

 

ثقة الناس من حولك وحبهم اكسب بهذه الطرق السهلة 5

Exit mobile version