إعراب خاصة وخصوصا وبخاصة
كثير من الناس يستشكلون إعراب خاصة وخصوصا وبخاصة، ويحدث جدل في ذلك بين طلبة العلم.
قبل الشروع في إعراب هذه الألفاظ لا بد من توضيح فعل هذه المادة:
خصّ فعل ثلاثي كان قبل التضعيف والادغام : خصص، وهذا الفعل يكون لازما ويكون متعديا
أما الفعل اللازم فهو: “خصَّ الشيءُ يَخُصُّ خُصوصاً وخَصوصاً”: أي أصبح شيئا خاصا وهو ضد عَمَّ له – واسم فاعله: خاصّ كما هو واضح.
وأما الفعل المتعدّي فهو: “خَصَّهُ” بمعنى فَضّله دون غيره ومَيَّزه.
ولهذا الفعل – بقسميه – مصادر متعددة منها: خَصّ وخُصوصًا وخُصوصِيَّةً وخِصِّيصَى وخاصةً[1].
ويرى بعض علماء اللغة أن “خاصة” اسم مصدر، أو مصدر جاء على وزن فاعلة كالعافية، والناشئة والعاقبة، والخاطئة، والخاتمة، والكاشفة، والكاذبة.
فمصادر الفعل الثلاثي كما هو معروف سماعية، تُعرف بالرجوع إلى المعاجم اللغوية لأنها نقلت عن العرب سماعا بخلاف مصادر الرباعي والخماسي والسداسي، فهي قياسية، وشذّ بعض منها عن القاعدة وخالف القياس، وهذا ليس بكثير يمكن حفظ بسهولة.
ويتضح إعراب خاصة وأخواتها في الأمثلة التالية:
مثال: “أحب كتب الفقه وخاصة المجموعَ شرح المهذب”، فالمجموع مفعول به لفعل محذوف تقديره “أخص”، دل عليه المصدر المذكور “خاصة”، وكذلك إذا قلت: “أحب كتب الفقه خصوصا المجموعَ شرح المهذب”.
تقول: أُحبّ مواقع الإنترنت و خصوصاً مواقعَ الموسوعات العلمية – بالواو أو بدون واو-،
تقول: شغل الناس بالهواتف الذكية خصوصاً الشبابَ. أي أخصّ الشباب.
وتقول: أُحبّ اللغاتِ وخاصَّةً اللغةَ العربية – بالواو أو بدون واو-.
وأما إعراب “خاصة” و”خصوصا” في هذه الحالة: فمفعول مطلق منصوب نائب عن فعله، كقوله تعالى: (فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّىٰ إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّىٰ تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا)[2]
وقول أعشى همدان:
ويرجعن من دارين بجر الحقائب*يمرون بالدهنا خفافا عيابهم
على حين ألهى الناس جل أمورهم *فندلا زريق المال ندل الثعالب[3]
جاء في كتاب إعراب القرآن لابن سيده عند إعراب قوله تعالى: (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً)[4]، ما نصه: “وخاصة أصله أن يكون نعتاً لمصدر محذوف أي إصابة خاصة وهي حال من الفاعل المستكن في (لا تُصِيبَنَّ) ويحتمل أن يكون حالاً من الذين ظلموا أي مخصوصين بها بل تعمهم وغيرهم، وقال ابن عطية ويحتمل أن تكون خاصة حالاً من الضمير في ظلموا ولا أتعقل هذا الوجه[5].
ويمكن استخدام لفظ خاصة وهو مجرور بالباء الجارة، (حرف الجر).
مثال ذلك: “أحب أكل اللحوم بخاصة لحمُ الضأن” فإعرابه يكون كالتالي:
لحمُ الضأن: مبتدأ مؤخر، و”بخاصة” خبر مقدم.
وتقول: أُحبّ الطعامَ وبخاصّةٍ الأرزُ فإعرابه كالسابق.
وينبغي التنويه إلى أن “خاصة” و”خصوصا” بمعنى.
المصادر:
[1] – لسان العرب لابن منظور 7/24
[2] – سورة محمد : الآية (4)
[3] – يهجو فيه لصوصا المعنى: هؤلاء اللصوص يمرون بالدهناء في حين ذهابهم إلى دارين، وقد صفرت عيابهم من المتاع فلا شئ فيها، ولكنهم عندما يعودون من دارين يكونون قد ملاوا هذه العياب حتى انتفخت وعظمت.
[4] – سورة الأنفال: الآية (25)
[5] – إعراب القرآن لابن سيده 5/203
كيفية كتابة ونطق همزة القطع وهمزة الوصل
د. مؤمن عالم
مدرس اللغة الصومالية بجامة القاهرة