الوضع اللغوي في جمهورية تنزاينا الاتحادية
د. سيد رشاد (1)
تُعد جمهورية تنزانيا الاتحادية أكبر دولة في إقليم شرق إفريقيا؛ حيث تبلغ مساحتها 945.090 كم مربع، ويُقدر عدد سكانها بنحو 42 مليون نسمة. تكونت تنزانيا من اتحاد كل من تنجانيقا وزنجبار في عام 1964م بعد الحصول على الاستقلال. وثمة تنوع عرقي وسلالي في تنزانيا حيث يوجد بها نحو مائة وعشرين قبيلة تقريباً. يصاحب هذا التنوع العرقي والسلالي في تنزانيا تنوع لغوي أيضاً؛ حيث تتميز تنزانيا الاتحادية – مثلها مثل كثير من دول القارة الإفريقية- بتعدد لغوي ولهجي خاص. فإلى جانب اللغتين السواحيلية وهى اللغة الرسمية الأولى في الدولة، والإنجليزية وهى لغة التعليم العالي والإدارة والتجارة تنتشر في تنزانيا الاتحادية نحو 128 لغة أخرى منها على سبيل المثال وليس الحصر لغات: الماساي، والشامبولا ، وجندا، ونيامويزي، والداتوجا، والديجو، الفيبا، وجوجو ، والجوسي، والهازادا، وهانجازا، والإكيزو، وإيزانسو، والجيتا…إلخ، وهى لغات محلية تتحدث بها مجموعة من القبائل. علاوة على ذلك توجد اللغة العربية في زنجبار والتي تأتي بعد الانجليزية والسواحيلية.
وتسعى هذه الورقة البحثية إلى توضيح ملامح الوضع اللغوي في جمهورية تنزانيا الاتحادية؛ حيث تبدأ بنبذة عن ملامح الجغرافيا الطبيعية والبشرية لتنزانيا ثم تنتقل إلى تناول الوضع اللغوي في تنزانيا من خلال استعراض اللغات الموجودة بها سواء اللغات المحلية من حيث تصنيفها وأماكن انتشارها وعدد متحدثيها ومكانة كل منها واستعمالاتها المختلفة، وكذا اللغات الأجنبية الوافدة ذات المكانة في تنزانيا، وكذا وضع اللغة العربية في تنزانيا، ثم تعرض الورقة للسياسة اللغوية في جمهورية تنزانيا الاتحادية وتنتهي بأهم النتائج التي خلصت إليها الدراسة وبعض التوصيات.
(1) مدرس اللغة السواحيلية المساعد بقسم اللغات الإفريقية- كلية الدراسات الإفريقية العليا–جامعة القاهرة – مصر.