الجدال المدمر وآثاره السلبية في المجتمع
الجدال المدمر وآثاره السلبية في المجتمع
الأخلاق السيئة سر انحطاط المجتمعات البشرية، ومن هذه الأخلاقة الذميمة التي ازدادت في عالما اليوم الجدال بالباطل، وهذا النوع من الجدال دليل على قبح صاحبه، ولذا استحق من يتصف بهذه الصفة أن يكون أبغض الرجال عند الله تعالى:
كما ورد في الحديث الصحيح عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (إِنَّ أَبْغَضَ الرِّجَالِ إِلَى اللَّهِ الْأَلَدُّ الْخَصِمُ)
أخرجه البخاري 2457، ومسلم 2668
لقد حث الإسلام على الأخلاق الحسنة في معاملة الناس، فرغب في حسن معاشرتهم واللين معهم.
وفي هذا الحديث تحذير شديد للمتصف باللدد في الخصومة، وأنه أبغض الرجال إلى الله تعالى، والألد الخصم هو المولع بالخصومة -وهي النزاع والمجادلة- الماهر فيها، والدائم فيها كذلك،
و (الألد) هو الأعوج في المناظرة والحوار وهو الذي يميل عن الحق، وهو المعوج عن الحق المولع بالخصومة والمتشبث بها.
و (الخصم) الحاذق بالخصومة والمذموم في ذلك هو الخصومة بالباطل في رفع حق أو إثبات باطل.اللَّدَدُ في اللغة: الخصومة الشديدة
مع الميل عن الحق
و يدخل في اللدد الفجر في الخصومة وهو علامة من علامات النفاق الخالص.
وثبت في الحديث الصحيح أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ)
أخرجه البخاري 2459 واللفظ له، ومسلم 58
ولقد سمى الله في كتابه العزيز الفجر في الخصومة لدداً
قال تعالى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ ﴾ [البقرة: 204]
والفجر في الخصومة يؤدي إلى أمور لا تحمد عقباها منها:
أولا: الكبر والعُجب. فالكبر وإعجاب المرء بنفسه يؤديان إلى تجاوز الحد في الخصومة والى رد الحق وغمط الناس.
ثانيا: التحاسد والتباغض
ثالثا: التقاطع والتدابر
هناك بعض الآثار السيئة للجدال :
أولا: الضلالة عن الهدى،
قال النبي صلى الله عليه وسلم (“مَا ضَلَّ قَوْمٌ بَعْدَ هُدًى كَانُوا عَلَيْهِ إِلَّا أُوتُوا الْجَدَلَ ثُمَّ تَلَا رَسُولُ اللَّهِ هَذِهِ الْآيَةَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ”).
أخرجه الترمذي (3253) واللفظ له، وابن ماجه (48)، وأحمد (22164)
ثانيا: الإفساد بين الناس، لأن الجدال يفسد الصداقة القديمة وأقل ما فيه أن تكون المغالبة والمغالبة أقوى أسباب القطيعة بين الناس
ثالثا: يدعو إلى التشفي من الآخرين
والانتقام منهم.
رابعا: يؤجج نار العداوة
ويورث الشقاق بين أفراد المجتمع.
خامسا: يقود صاحبه إلى الكذب والخداع
والتلفيق لتقوية وجهة نظره.
سادسا: يؤدي إلى التطاول على الأعراض.
سابعا: يقود المجادل إلى إنكار الحق ورده.
هذه الأمور وغيرها سادت في هذا العصر وأصبحت من الأشياء العادية لدى أغلب الناس.
تعريف الفشل الاجتماعي و مظاهر وخطورته علي المجتمع