شهدت اللغة العربية خلال تاريخها فترات من الازدهار والانتشار تخطت فيها حدود مجالها العربي إلى آفاق ومناطق واسعة؛ فاستُخدمت في أداء العبادات والشعائر الدينية لمن يعتنق الإسلام، إلى جانب استخدامها كلغة تواصل مشترك linguafranca بين القوميات المختلفة، أوكلغة للثقافة والأدب بل ولغة الإدارة والحكم وذلك في عدد غير قليل من البلدان خارج نطاق العربية سواء في قارتي آسيا أو أفريقيا أو في غيرها من أنحاء العالم.
وقد أدى هذا الانتشار إلى تأثيرات عديدة على لغات هذه البلدان.
وتهدف هذه الدراسة لرصد مظهر من مظاهر انتشار اللغة العربية وتأثيرها في اللغات الأخرى؛ فتدرس الألفاظ العربية التي اقترضتها اللغة الأمهرية للتعرف على مدى عمق هذا التأثير وأبعاده المختلفة، فترصد هذه الألفاظ المقترضة وتحدد مجالاتها والتغيرات الدلالية والصوتية والصرفية التي طرأت عليها نتيجة انتقالها للأمهرية.
وتبدأ الدراسة بتمهيد مختصر حول مكانة اللغة العربية واللغة الأمهرية والعلاقة بينهما، وتثني بالحديث عن مفهوم الاقتراضاللغوي، ثم تنتقل بعد ذلك لتناول وضع العربية في إثيوبيا من خلال الحديث عن منافذ دخول العربية ومراحل وعوامل ومظاهر انتشارها في إثيوبيا.
ويلي ذلك الحديث عن الدراسة الدلالية للمفردات المقترضة فيتم تناول مجالات الاقتراض والتغيرات الدلالية التي طرأت على الألفاظ المقترضة، ويعقب ذلك الحديث عن التغييرات الصوتية للمفردات المقترضة على المستوى الجزئي (الصوامت والصوائت)، والمستوى فوق الجزئي (المقطع و النبر و التنغيم)، وتختتم الدراسة بخاتمة تبين أهم نتائجها.