دور اللغة العربية في تشكيل الثقافة الإسلامية في إفريقيا جنوب الصحراء السنغال نموذجاً
دور اللغة العربية في تشكيل الثقافة الإسلامية في إفريقيا جنوب الصحراء السنغال نموذجاً
يقول المؤرخ توماس أرنولد:” إن اللغة العربية أصبحت لغة التفاهم بين نصف سكان القارة الإفريقية من غربها إلى شرقها، وهي لغة المراسلات والتدوين والتعليم والاتفاقيات والمراسيم. وحروفها هي الحروف المستخدمة لكتابة اللغات السنغالية حتى وقت قريب.
عندما حضر الإسلام إلى إفريقيا عبر الطرق التجارية، لم يحضر كدين فقط، بل حضرت معه كذلك معالم ثقافة جديدة، وكان على رأس هذه المعالم الثقافية؛ لغته التي نزل بها، وكتب برسمها، قال تعالى : (بلسان عربي مبين). والمتامل للتراث الإسلامي، يجده في غالبه باللغة العربية حتى وإن كان مبدعوه من غير العرب، وهذه المكانة هي العامل الموضوعي الذي يمكن أن نستند إليه؛ لتفسير انتشار اللغة العربية بين شعوب إفريقيا جنوب الصحراء، وعلى ودورها الكبير في تشكيل وتكوين الهوية الثقافية لغالب هذه الشعوب، على قالب ديني إسلامي.
هذه الورقة والتي جاءت تحت العنوان التالي: “دور اللغة العربية في تشكيل الثقافة الإسلامية في إفريقيا جنوب الصحراء: السنغال نموذجاً” تحاول الإجابة على فرضية مفادها: إن اللغة العربية شكلت تراثاً ثقافية إسلامياً متفرداً في هذا القطر الإفريقي.
تنبع أهمية هذه الورقة، من أهمية اللغة العربية ومكانتها المرموقة في حياة السنغاليين الثقافية والدينية والعلمية، فقد كانت أول لغة مكتوبة عرفها السنغاليون. يقول الباحث السنغالي إبراهيم محمود جوب متحدثا عن ذلك: “إن العربية أول لغة حية دخلت السنغال وكانت لسان الحوار والتفاهم بين زعمائنا الوطنيين من أمراء وسلاطين، وبين الجنرال الفرنسي فيدرب أواخر القرن الثامن عشر من الميلاد، وبواسطة مترجمين جاء بهم الجنرال الفرنسي لضرورة التفاهم. وفي السنغال وثائق تثبت أن العربية ظلت حاضرةً في دواوين الحكام الفرنسيين، يكاتبون بها الأمراء والأعيان، ويستعينون بها لتعميم بعض ما كانوا يريدون إعلام الشعب السنغالي به؛ من قرارات وتوصيات، أو بلاغات عمومية.
تهدف الورقة إلى بيان الدور الكبير الذي قامت به اللغة العربية، في تشكيل الهوية والثقافة الدينية لشعوب إفريقيا جنوب الصحراء بصفة عامة، وعلى شعب السنغال بصفة خاصة.
هيكل الورقة العام اشتمل على مقدمة، وخاتمة لما توصلت إليه من نأهم تائج مشفوعة بطائفة من التوصيات، وعلى خمسة محاور أساسية جاءت على النحو التالي : –
المحور الأول : السنغال (الطبيعة والجغرافيا وتاريخ دخول الإسلام).
المحور الثاني: علاقة اللغة بالهوية والثقافة وتحديد المفاهيم.
المحور الثالث: اللغة العربية ومؤسسات التعليم السنغالية( الكتاتيب، المدارس، المراكز، الجامعات).
المحور الرابع: أهم ملامح الثقافة العربية الإسلامية في السنغال (التصوف والأدب الصوفي، الشعر العربي، التاليف)
المحور الخامس: التحديات التي تواجه اللغة العربية في السنغال.( الثقافة الفرانكفونية، أنظمة التعليم الغربية).
د.أبوبكر حسن علي بخيت[1]
[1] أستاذ مساعد – جامعة إفريقيا العلمية – مركز البحوث والدراسات الإفريقية – السودان – الخرطوم
abubaker2hsn @yahoo.com